المناظرات في الإمامة - الشيخ عبد الله الحسن - الصفحة ٤٦٠
قال الأئمة: أجمع علماؤنا على أنه كذب مفترى.
قال يوحنا: الله أكبر، فهذا إمامكم ومحدثكم أحمد بن حنبل روى في مسنده إلى البراء بن عازب قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في سفر فنزلنا بغدير خم (1) فنودي فينا الصلاة جامعة وكشح
(1) غدير خم: قبل: موضع تصب فيه عين، بئر من الميثب، حفرها مرة بن كعب، نسب إلى ذلك غدير خم، وهو بين مكة والمدينة، قيل: على ثلاثة أميال من الجحفة، وقيل: على ميل، وهي التي عناها الشاعر في قوله:
وقالت بالغدير غدير خم * أخي إلى متى هذا الركوب وهناك مسجدللنبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وقال الشهيد (ره) في الذكرى: من المساجد الشريفة مسجد الغدير وهو بقرب الجحفة جدرانه باقية إلى اليوم وهو مشهور بين وقد كان طريق الحج عليه غالبا.
انظر: مراصد الاطلاع ج 1 ص 482، سفينة البحار ج 2 ص 309.
وقد جاء اسم هذا المكان - غدير خم - كثيرا في الشعر وذلك بمناسبة تنصيب رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أمير المؤمنين - عليه السلام - خليفة من بعده، في هذا المكان وذلك بعد عودته من حجة الوداع، وقال فيه يومئذ: إلا من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه، وعاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله.... الخ.
ومن الشعراء الذين ذكروا ذلك في شعرهم: حسان بن ثابت في قصيدته الشهيرة حيث يقول:
يناديهم يوم الغدير نبيهم * بخم وأكرم بالنبي مناديا والكميت أيضا حيث يقول:
ويوم الدوح دوح غدير خم * أبان له الولاية لو أطيعا ولكن الرجال تدافعوها * فلم أر مثلها خطرا منيعا وقال أبو تمام في قصيدته الرائية كما في ديوانه:
ويوم الغدير استوضح الحق أهله * بفيحاء ما فيها حجاب ولا ستر أقام رسول الله يدعوهم بها * ليقربهم عرف وينآهم، نكر يمد بضبيعه ويعلم أنه * ولي ومولاكم فهل لكم خبر وقال السيد الحميري في ذلك أيضا:
قام النبي يوم خم خاطبا * بجانب الدوحات أو حيالها فقال: من كنت له مولى فذا * مولاه ربي اشهد مرارا قاله راجع: الغدير للعلامة الأميني المجلد الأول، سفينة البحار ج 2 ص 360.
وقد ذكر العلامة الأميني في كتابه الغدير الشعراء الذين خلدوا واقعة الغدير في شعرهم ابتداء من القرن الأول حتى القرن الرابع عشر، وقد طبع منه أحد عشر مجلدا وقد ذكر فيه - 105 - من شعراء الغدير وقد انتهى به المطاف إلى القرن الثاني عشر الهجري.