المناظرات في الإمامة - الشيخ عبد الله الحسن - الصفحة ٤١٢
ابن يعقوب الكليني (1)، وابني بابويه (2)، والصاحب بن عباد (3) وشيخ
(١) محمد بن يعقوب بن إسحاق أبو جعفر الكليني الرازي، عالم فقيه محدث ثقة ورع جليل الشأن عظيم القدر، قال عنه بعضهم: في العلم والفقه والحديث والثقة والورع وجلالة الشأن وعظم القدر وعلو المنزلة وسمو المرتبة أشهر من أن يحيط به قلم ويستوفيه رقم، له كتب عديدة وأشهرها كتابه الكافي حيث ألفه في عشرين عاما، ومن كتبه: كتاب الرد على القرامطة، كتاب رسائل الأئمة - عليهم السلام -، كتاب تعبير الرؤيا، كتاب الرجال، كتاب ما قيل في الأئمة - عليهم السلام - من الشعر، ومن طريف ما نقل في ترجمته ما ذكره كتاب روضة العارفين، عن بعض الثقات المعاصرين له: إن بعض حكام بغداد رأى قبره عطر الله مرقده فسأل عنه فقيل له: إنه قبر بعض الشيعة فأمر بهدمه فحفر القبر فرأى أنه بكفنه لم يتغير، ومدفون معه آخر صغير بكفنه أيضا، فأمر بدفنه وبنى عليه قبة فهو إلى الآن قبره مزار ومشهد، وعن بعضهم في سبب الحفر المذكور أن ذلك الحاكم لما رأى إقبال الناس على زيارة قبر مولانا باب الحوائج موسى بن جعفر - عليه السلام - حمله النصب على حفر القبر وقال: الرافضة يدعون في أئمتهم أنهم لا تبلى أجسامهم بعد موتهم، وأريد أن أكذبهم حتى امنع الناس من زيارته، فقال وزيره: إنهم يدعون في علمائهم أيضا ما يدعون في أئمتهم، وهنا قبر محمد بن يعقوب الكليني من علمائهم، فأمر بحفره، فإن كان على ما يدعونه عرفنا صدق مقالتهم في أئمتهم، وإلا تبين للناس كذبهم، فأمر بحفره - إلى آخر القصة، توفي في بغداد عام ٣٢٩ ودفن بباب الكوفة.
تنقيح المقال: ج ٣ ص ٢٠١ - ٢٠٢، معجم رجال الحديث ج ١٨ ص ٥٠ رقم: ١٢٠٣٨.
(٢) تقدمت ترجمة الابن، وأما الأب فهو أبو الحسن علي بن الحسين بن بابويه القمي والد الشيخ الصدوق، شيخ القميين ومقدمهم وفقيههم وثقتهم، كان معاصرا للإمام العسكري - عليه السلام -، ولد بقم وتوفي عام ٣٢٩ ه.
تنقيح المقال: ج ٣ ص ٤٢، مقدمة الإمامة والتبصرة.
(٣) هو إسماعيل بن أبي الحسن عباد بن العباس بن عباد أحمد بن إدريس الديلمي الأصفهاني ولد سنة ٣٢٦ في فارس، عالم فاضل ماهر شاعر أديب محقق متكلم عظيم الشأن جليل القدر في العلم والأدب والدين والدنيا، وكان من الشيعة الإمامية ومن شعراء أهل البيت - عليهم السلام - المتجاهرين، ولأجله ألف ابن بابويه عيون الأخبار، وألف الثعالبي يتيمة الدهر في ذكر أحواله وأحوال شعرائه، ومن مؤلفاته: الشواهد، والتذكرة، والتعليل، والأنوار، وديوان شعره، وكتاب الإمامية ذكر فيه تفضيل علي بن أبي طالب - عليه السلام - وتثبيت إمامته، وقال ابن خلكان عند ذكره، كان نادرة الزمان وأعجوبة العصر في فضائله ومكارمه وكرمه، ولي الوزارة لمؤيد الدولة ثم فخر الدولة من بعده، توفي سنة ٣٨٥ ه بالري ونقل إلى أصفهان ودفن في بيته.
راجع: تنقيح المقال للمامقاني ج ١ ص ١٣٥، أعيان الشيعة ج ٣ ص ٣٢٨، لسان الميزان ج ١ ص ٤١٣، سير أعلام النبلاء ج ١٦ ص ٥١١.