بالإجماع حتى صرح بعضهم بانعقادها بشخصين (1).
وأما الإمامية فذهبت إلى أن الخلافة لا تكون إلا بالنص انطلاقا من نظرتها الخاصة في مسألة الخلافة باعتبارها منصبا إلهيا وأمره ليس بيد البشر، وترى لزوم توفر مواصفات معينة في خليفة النبي - صلى الله عليه وآله - من قبيل نزاهة الباطن، التي لا يطلع عليها إلا علام الغيوب.
فتؤكد من هذا المنطلق أنه يجب (2) على الله تعالى أن يختار للأمة خليفة للنبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لتناط به مسؤولية الأمة بعده مباشرة، ويعينه من خلال نص النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - عليه بكل صراحة ووضوح.
ومن هذا المنطلق تحركت الشيعة الإمامية لإثبات نظريتها في الإمامة ووضعت النقاط على الحروف وساقت الكثير من الأدلة والبراهين العقلية والنقلية من خلال الآيات القرآنية والأحاديث النبوية المتفق عليها عند جمهور المسلمين لإثبات الأمرين معا:
الأمر الأول: أن الخلافة والإمامة منصب إلهي وعهد رباني لا يناله إلا ذو حظ عظيم يمتاز عن سائر أفراد الأمة بعلمه الجم وفضائله الفائقة وعصمته ونزاهة باطنه.
الأمر الثاني: أنه بالفعل تم التعيين بأمر من الله تعالى، وبنص صريح وواضح جلي في مواقف عديدة ومناسبات كثيرة من النبي - صلى الله عليه