ونستهدي الله بالهدى، ونعوذ به من الضلال - 1 - والردى، ونشهد ان محمدا صلى الله عليه وآله وسلم عبده ونبيه، ورسوله إلى الناس كافة، وأمينه على وحيه، وانه بلغ رسالة ربه، و جاهد في الله المدبرين - 2 - عنه وعبده حتى اتاه اليقين (و - ك) صلى الله عليه وآله.
أوصيكم عباد الله بتقوى الله، الذي لا تبرح منه نعمة، ولا تفقد - 3 - له رحمة، ولا يستغنى عنه العباد، ولا تجزى أنعمه - 4 - الاعمال، الذي رغب في الآخرة، وزهد في الدنيا (التقوى - ك) وحذر المعاصي، وتعزز بالبقاء. وتفرد بالعز والبهاء (وذلل خلقه - بالموت خ - والفناء خ - ك) وجعل الموت غاية المخلوقين، وسبيل الماضين - 5 - فهو معقود بنواصي الخلق كلهم - 6 - ختم - 7 - في رقابهم، لا يعجزه لحوق - 8 - الهارب، ولا يفوته ناء، ولا آئب يهدم كل لذة، ويزيل كل بهجة - 9 - ويقشع كل نعمة.
عباد الله ان الدنيا دار رضى الله لأهلها الفناء، وقدر عليهم بها - 10 - الجلاء، فكل ما فيها نافد وكل من يسلكها - 11 - بائد وهي مع ذلك حلوة خضرة - 12 - رائقة نضرة، قد زينت للطالب، ولاطت بقلب الراغب، يطبيها - 13 - الطامع، ويحتويها الوجل الخائف.
فارتحلوا رحمكم الله منها بأحسن ما بحضرتكم من الزاد، ولا تطلبوا منها (أكثر من القليل - خ ل ك) سوى البلغة، وكونوا فيها كسفرة - 14 - نزلوا منزلا، فتمتعوا منها بأدنى ظل، ثم ارتحلوا لشأنهم، ولا تمدوا أعينكم فيها إلى ما متع به المترفون، و