حق نعمة الله عليكم، ولا استحققتم الجنة بسوى رحمة الله ومنه عليكم، جعلنا الله و إياكم من المقسطين التائبين الأوابين.
الا وان هذا اليوم يوم حرمته عظيمة، وبركته مأمولة، والمغفرة فيه مرجوة، فأكثروا ذكر الله، وتعرضوا لثوابه بالتوبة، والخضوع، (والخشوع خ) والتضرع، فإنه يقبل التوبة عن عباده، ويعفو عن السيئات، وهو الرحيم الودود و من ضحى منكم فليضح بجذع، من الضأن، فلا يجزى عنه جذع من المعز، ومن تمام الأضحية استشراف أذنيها - 1 - وسلامة عينيها - 2 - فإذا سلمت الاذن والعين، سلمت الأضحية، وتمت وان كانت عضباء القرن، تجر رجليها إلى المنسك، فإذا ضحيتم فكلوا منها، وأطعموا وادخروا، واحمدوا الله على ما رزقكم من بهيمة الانعام وأقيموا الصلاة، وآتوا الزكاة، وأحسنوا العبادة، وأقيموا الشهادة بالقسط، و ارغبوا فيما كتب الله لكم وأدوا ما افترض - 3 - الله عليكم من الحج والصيام والصلاة والزكاة ومعالم الايمان، فان ثواب الله عظيم (لا ينفد - خ) وخيره جسيم، (لا يبيد - خ).
وأمروا بالمعروف، وانهوا عن المنكر، وأعينوا الضعيف، وانصروا المظلوم وخذوا فوق يد الظالم، أو المريب، وأحسنوا إلى نسائكم وما ملكت ايمانكم، واصدقوا الحديث وأدوا الأمانة. وأوفوا بالعهد، وكونوا قوامين بالقسط، وأوفوا الكيل - 4 - والميزان، وجاهدوا في سبيل الله حق جهاده، ولا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور ان أبلغ الموعظة وأحسن القصص كلام الله.
ثم تعوذ وقرء سورة الاخلاص، وجلس كالرائد العجلان ثم نهض فقال عليه السلام: الحمد الله نحمده ونستعينه، ونستهديه ونستغفره، ونؤمن به ونتوكل عليه