عنا الحر، [وإذا أمرتكم بالسير إليهم في الشتاء قلتم: هذه صبارة القر، أمهلنا ينسلخ عنا البرد (1)] فكل هذا فرارا من الحر والصر (2) [فإذا كنتم من الحر والبرد تفرون (3)] فأنتم والله من حر السيوف أفر، لا والذي نفس ابن أبي طالب بيده [عن] السيف تحيدون (4) فحتى متى؟! وإلى متى؟! يا أشباه الرجال ولا رجال ويا طغام الأحلام أحلام الأطفال وعقول ربات الحجال، الله يعلم لقد سئمت الحياة بين أظهركم ولوددت أن الله يقبضني إلى رحمته من بينكم وليتني لم أركم ولم أعرفكم معرفة والله جرت ندما وأعقبت سدما أو غرتم يعلم الله صدري غيظا وجرعتموني جرع (5) التهمام أنفاسا وأفسدتم علي رأيي وخرصي (6) بالعصيان والخذلان حتى قالت قريش وغيرها: إن ابن أبي طالب رجل شجاع ولكن لا علم له بالحرب، لله أبوهم؟! وهل كان منهم: رجل أشد مقاساة وتجربة ولا أطول لها مراسا مني فوالله لقد نهضت فيها (7) وما بلغت العشرين فها أنا ذا قد زرفت (8) على الستين ولكن لا رأي لمن لا يطاع (9).
فقام إليه رجل من الأزد يقال له: حبيب (10) بن عفيف آخذا بيد ابن أخ له يقال