الغارات - إبراهيم بن محمد الثقفي - ج ٢ - الصفحة ٦٣٦
ما هي إلا الكوفة أقبضها وأبسطها.
لعمر أبيك الخير يا عمرو إنني * علي وضر من ذا الاناء قليل ومن حديث بعضهم أنه قال: لو لم تكوني إلا أنت تهب أعاصيرك فقبحك الله. ثم رجع إلى الحديث ثم قال: أيها الناس ألا إن بسرا قد اطلع اليمن وهذا عبيد الله بن عباس وسعيد بن نمران قدما علي هاربين، ولا أرى هؤلاء القوم إلا ظاهرين عليكم لاجتماعهم على باطلهم وتفرقكم عن حقكم، وطاعتهم لإمامهم ومعصيتكم لإمامكم، وبأدائهم الأمانة إلا صاحبهم وخيانتكم إياي، إني وليت فلانا فخان وغدر، واحتمل فيئ المسلمين إلى معاوية (1)، ووليت فلانا فخان وغدر وفعل مثله، فصرت لا أئتمنكم على علاقة سوط، وإن ندبتكم إلى عدوكم في الصيف قلتم: أمهلنا ينسلخ الحر عنا، وإن ندبتكم في الشتاء قلتم: أمهلنا ينسلخ القر عنا، اللهم إني قد مللتهم وملوني وسئمتهم وسئموني، فأبدلني بهم من هو خير لي منهم، وأبدلهم بي من هو شر لهم مني، اللهم مث قلوبهم ميث الملح في الماء، ثم نزل (2).
عن عبد الله بن الحارث بن سليمان (3) عن أبيه قال: قال علي عليه السلام: لا أرى هؤلاء القوم (4) إلا ظاهرين عليكم بتفرقكم عن حقكم واجتماعهم على باطلهم * وإن الإمام ليس يساق شعره وأنه يخطئ ويصيب * (5) فإذا كان عليكم إمام يعدل في

١ - في البحار: (إلى مكة).
٢ - نقل ابن كثير في البداية والنهاية (ج 7، ص 325) تحت عنوان (مقتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه) قريبا مما في المتن وزاد في آخره (قال: فما صلى الجمعة الأخرى حتى قتل - رضي الله عنه وأرضاه).
3 - هذا الرجل لم أجده بهذا العنوان في مظانه وكذا أباه المروى عنه.
4 - نقله المجلسي (ره) في ثامن البحار في باب سائر ما جرى من الفتن (ص 672، س 23).
5 - ما بين الكوكبين لم يذكر في البحار، وأما قوله (ع): (ليس يساق شعره) فهو مثل أو جار مجراه والمراد منه: أنه مثلكم وليس له جهة مائزة غير خصائص - الإمامة فيكون شبيها بقول الله تعالى لنبيه (ص) في مثل المورد: (قل إنما أنا بشر مثلكم (الآية)) ونظيره كلامه عليه السلام في عهده للأشتر النخعي (ج 4 شرح النهج لابن أبي الحديد): (وإنما الوالي بشر لا يعرف ما توارى عنه الناس به من الأمور وليست على الحق سمات تعرف بها ضروب الصدق من الكذب).
(٦٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 631 632 633 634 635 636 637 638 639 640 641 ... » »»
الفهرست