الغارات - إبراهيم بن محمد الثقفي - ج ٢ - الصفحة ٤٦٠
كلب لم يكونوا في طاعة علي عليه السلام ولا معاوية وقالوا: نكون على حالنا حتى يجتمع الناس على إمام قال: فذكرهم معاوية مرة فبعث إليهم مسلم بن عقبة (1) فسألهم
1 - في الإصابة (في القسم الثالث): (مسلم بن عقبة [بضم العين وسكون القاف قبل الباء الموحدة على ما هو المشهور] ابن رباح... المري أبو عقبة الأمير من قبل يزيد بن معاوية على الجيش الذين غزوا المدينة يوم الحرة ذكره ابن عساكر وقال: أدرك النبي (ص) وشهد صفين مع معاوية وكان على الرجالة وعمدته في إدراكه أنه استند إلى ما أخرجه محمد بن سعد في الطبقات عن الواقدي بأسانيده قال: لما بلغ يزيد بن معاوية أن أهل المدينة أخرجوا عامله من المدينة وخلعوه وجه إليهم عسكرا أمر عليهم مسلم بن عقبة المري وهو يومئذ شيخ ابن بضع وتسعين سنة وهذا يدل على أنه كان في العهد النبوي كهلا وقد أفحش مسلم القول والفعل بأهل المدينة وأسرف في قتل الكبير والصغير حتى سموه مسرفا، وأباح المدينة ثلاثة أيام لذلك والعسكر ينهبون ويقتلون ويفجرون، ثم رفع القتل وبايع من بقي على أنهم عبيد ليزيد بن معاوية، وتوجه بالعسكر إلى مكة ليحارب ابن الزبير لتخلفه عن البيعة ليزيد فعوجل بالموت فمات بالطريق وذاك سنة ثلاث وستين - لعنه الله - (إلى أن قال) والقصة معروفة في التواريخ) وقال ابن دريد في الاشتقاق (ص 287): (فمن قبائل مرة بن عوف مسلم بن عقبة الذي اعترض أهل المدينة فقتلهم يوم الحرة في طاعة يزيد بن معاوية) وقال المحدث القمي (ره) في سفينة البحار: (مسرف بن عقبة اسمه مسلم سمى مسرفا لإسرافه في إهراق دماء أهل المدينة في واقعة الحرة قال ابن قتيبة في كتاب الإمامة والسياسة في واقعة الحرة بعد أن ذكر قتل جماعة صبرا ما لفظه: فبلغ عدة قتلى الحرة يومئذ من قريش والأنصار والمهاجرين ووجوه الناس ألفا وسبعمائة، وسائرهم من الناس عشرة آلاف سوى النساء والصبيان (إلى أن قال) وقال ابن أبي الحديد في ذكر بسر بن أرطاة وما فعل بالحجاز: وكان الذي قتل بسر في وجهه ذلك ثلاثين ألفا وحرق قوما بالنار ثم قال:
وكان مسلم بن عقبة ليزيد وما عمل بالمدينة في وقعة الحرة كما كان بسر لمعاوية وما عمل في الحجاز واليمن، من أشبه أباه فما ظلم.
نبني كما كانت أوائلنا * تبني ونفعل مثل ما فعلوا انتهى، إلى آخر ما قال وقال المسعودي في مروج الذهب عند ذكره وقعة الحرة: فسير يزيد إليهم بالجيوش من أهل الشام عليهم مسلم بن عقبة المري الذي أخاف المدينة ونهبها وقتل أهلها وبايعه أهلها على أنهم عبيد ليزيد وسماها فتنة وقد سماها رسول الله طيبة وقال: من أخاف المدينة أخافه الله فسمي مسلم هذا - لعنه الله - بمجرم ومسرف لما كان من فعله (إلى آخر ما قال).