ثم لقيه بسر فقال (1): يا مغيرة إني أريد أن أستعرض قومك؟ قال المغيرة:
إني أعيذك بالله من ذلك، إنه لم يزل يبلغنا منذ خرجت شدتك على عدو أمير المؤمنين عثمان فكنت بذلك محمود الرأي، فإذا كنت على عدوك ووليك سواءا أثمت ربك (2) وتغري بك عدوك.
ووجه رجلا من قريش إلى تبالة (3) وبها قوم من شيعة علي عليه السلام وأمره بقتلهم فأخذهم وكلهم فيهم فقيل له: هؤلاء قومك فكف عنهم حتى نأتيك بكتاب من بسر بأمانهم فخرج منيع (4) الباهلي إلى الطائف واستشفع إلى بسر فيهم وتحمل بقوم من الطائف عليه فكلموه فيهم وسألوه الكتاب بإطلاقهم فأنعم لهم (5) ومطلهم بالكتاب حتى ظن أنهم قد قتلوا، وأن كتابه لا يصل إليهم حتى يقتلوا، فكتب إليهم، فأتى منيع منزله وقد كان نزل على امرأة بالطائف ورحله عندها فلم يجدها في منزلها فتوطأ على ناقته بردائه وركب فسار يوم الجمعة وليلة السبت لم ينزل عن راحلته قط فأتاهم ضحوة وقد أخرج القوم ليقتلوا [واستبطئ كتاب بسر فيهم] فقدم رجل منهم فضربه رجل من أهل الشام فانقطع سيفه فقال الشاميون بعضهم لبعض: شمسوا سيوفكم حتى تلين، فهزوها، فتبصر منيع بريق السيوف فلوح بثوبه (6) فقال القوم: هذا