الغارات - إبراهيم بن محمد الثقفي - ج ٢ - الصفحة ٤٨٩
وإذا غاب عنه سبه (1)، فإن أتاكم الله بالعافية فاقبلوا، وإن ابتلاكم فاصبروا، فإن العاقبة للمتقين (2).
عن يحيى بن صالح (3) عن أصحابه أن عليا عليه السلام ندب الناس عندما أغاروا على نواحي السواد فانتدب لذلك شرطة الخميس فبعث إليهم قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري ثم وجههم فساروا حتى وردوا تخوم الشام (4).
وكتب علي عليه السلام إلى معاوية (5):
إنك زعمت أن الذي دعاك إلى ما فعلت الطلب بدم عثمان فما أبعد قولك من فعلك..! ويحك وما ذنب أهل الذمة في قتل ابن عفان؟ وبأي شئ تستحل أخذ فيئ المسلمين؟! فانزع ولا تفعل، واحذر عاقبة البغي والجور، وإنما مثلي ومثلك كما قال بلعاء (6) لدريد بن الصمة (7):

١ - قد تقدم في أول الكتاب في خطبته - عليه السلام - هذه العبارة: (لا يزالون بكم حتى لا يتركون في مصركم إلا تابعا لهم أو غير ضار، ولا يزال بلاؤهم بكم حتى لا يكون انتصار أحدكم منهم إلا مثل انتصار العبد من ربه، إذا رآه أطاعه وإذا توارى عنه شتمه (أنظر ص ١٠ - ١١).
٢ - ذيل آية ٤٩ سورة هود (بتغيير صيغة (اصبر) إلى الجمع) وأخذ أبو فراس الحمداني في ميميته الموسومة بالشافية مضمون قوله:
(للمتقين من الدنيا عواقبها * وإن تعجل فيها الظالم الآثم) من هذه اللطيفة القرآنية.
أما الحديث فنقله المجلسي (ره) في ثامن البحار في باب سائر ما جرى من الفتن (ص ٦٨١، س ٤).
٣ - قد مرت ترجمة الرجل فيما تقدم بعنوان (أبي زكريا يحيى بن صالح) (أنظر ص ١١٤).
٤ و ٥ - نقلهما المجلسي (ره) في ثامن البحار في باب سائر ما جرى من الفتن (ص ٦٨١، س ٨ - ٩).
٦ - في الأصل والبحار: (بلقاء) (بالقاف) ففي الاشتقاق لأبي بكر محمد بن الحسن بن دريد عند عده قبائل بني كنانة بن خزيمة بن مدركة (ص ١٧١): (ومن رجالهم بلعاء بن قيس، كان رئيسا في الجاهلية وكان أبرص فقيل له: ما هذا البياض؟ - فقال:
سيف الله حلاه. واشتقاق بلعاء من قولهم: بئر بلعاء، واسعة، وقد مر تفسير بلعاء في الجمهرة) وقال في الجمهرة (ج ١، ص ٣١٥): (وبلعاء بن قيس الكناني اسم رجل من سادات العرب). وقال تلميذه أبو القاسم الحسن بن بشر بن يحيى الآمدي في المؤتلف والمختلف (ص ١٥٠):
(بلعاء بن قيس الكناني وأخوه جثامة بن قيس بن عبد الله بن يعمر وهو الشداخ بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة، وأمهما الحبناء بنت وائلة بن كعب بن أحمر بن الحارث بن عبد مناة ويقال: هي جدة بلعاء وجثامة، وكان بلعاء رأس بني كنانة في أكثر حروبهم ومغازيهم، وكان كثير الغارات على العرب، وهو شاعر محسن وقد قال في كل فن أشعارا جيادا (إلى آخر ما قال) وقال ابن حزم (علي بن أحمد بن سعيد) الأندلسي في جمهرة أنساب العرب عند عده رجال بني كنانة بن خزيمة (ص ١٨١،): (ومن بني الشداخ بلعاء بن قيس بن عبد الله بن الشداخ، وكان فارسا شاعرا سيدا أبرص وهو القائل إذ ذكر أنه أبرص: سيف الله حلاه، وأخواه جثامة بن قيس والمحجل بن قيس (إلى آخر ما قال)) وقال أبو الفرج الإصبهاني في الأغاني عند ذكره خبر حروب الفجار (ج ١٩ طبعة الساسي، ص ٧٧):
(ثم كان اليوم الثاني من الفجار الثاني وهي يوم سمطة... وكان القوم جميعا متساندين على كل قبيلة سيدهم، فكان على بني هاشم وبني المطلب ولفهم الزبير بن عبد المطلب ومعهم النبي، (إلى أن قال) وعلى بني بكر بلعاء بن قيس ومات في تلك الأيام وكان جثامة بن قيس أخوه مكانه (إلى آخر ما قال) وقال ابن قتيبة في المعارف عند عده المبتلين بالبرص من ذوي العاهات (ص ٥٨٠ من الطبعة الثانية بمصر): (بلعاء بن قيس كان أبرص وكان يقول: سيف الله جلاه) وفي بعض التعليقات لديوان الحماسة لأبي تمام في شرح قوله في أوائل باب الحماسة: (قال بلعاء بن قيس الكناني) ما نصه: (هو من بني كنانة ولم يوجد له في كتب الأدب ترجمة تفي بمكانته من الشعر، وشهد حرب الفجار الثاني وكان على بني بكر ومات في تلك الأيام وقام جثامة بن قيس أخوه مكانه) وله ترجمة وذكر في كتاب المحبر وأيام العرب وغيرهما فراجع إن شئت.
7 - قال ابن دريد في الاشتقاق عند ذكره رجال هوازن وجشم (ص 292):
(ومن قبائل بني جشم بنو عزية (إلى أن قال) فمن بني غزية دريد بن الصمة بن جداعة بن غزية (إلى أن قال) وكان دريد فارس غطفان وقتل أخوه عبد الله فقتل به ذؤاب بن أسماء بن زيد بن قارب فقال دريد:
قتلت بعبد الله خير لداته * ذؤاب بن أسماء بن زيد بن قارب الصمة الرجل الشجاع وربما جعلوه من أسماء الأسد وأصله المضاء والتصميم (إلى آخر ما قال) وفي المؤتلف والمختلف لتلميذه الآمدي في باب الدال (ص 163): (دريد بن الصمة بن الحارث بن معاوية بن جداعة بن غزية بن جشم بن معاوية بن بكر بن هوازن الفارس المشهور والشاعر المذكور).
أقول: ترجمته موجودة في غالب كتب الأدب والتراجم فراجع.
(٤٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 484 485 486 487 488 489 490 491 492 493 494 ... » »»
الفهرست