الغارات - إبراهيم بن محمد الثقفي - ج ٢ - الصفحة ٦٤٥
انتهى إلى النخيلة (1) فلما بايعه الحسن تفرغ معاوية لاستعمال العمال، فبعث المغيرة ابن شعبة على الكوفة وكان قدم عليه بعد ذلك باثني عشر ليلة من الطائف، وبعث عتبة بن أبي سفيان على البصرة (2) فقام إليه عبد الله بن عامر (3) وقال: يا أمير المؤمنين إن
1 - في مراصد الاطلاع: (النخيلة تصغير نخلة موضع قرب الكوفة على سمت الشام).
2 - قال الطبري عند ذكره أحداث سنة إحدى وأربعين (ج 6، ص 98):
(حدثني أبو زيد قال: حدثنا علي قال: أراد معاوية توجيه عتبة بن أبي سفيان على البصرة فكلمه ابن عامر وقال: إن لي بها أموالا وودائع فإن لم توجهني عليها ذهبت فولاه البصرة فقدمها في آخر سنة إحدى وأربعين).
3 - قال ابن سعد في الطبقات عند ذكره الطبقة الأولى من أهل المدينة من التابعين (ج 5 من طبعة أوربا، ص 30): (عبد الله بن عامر بن كريز بن ربيعة بن - حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي ويكنى أبا عبد الرحمن وأمه دجاجة بنت أسماء بن الصلت (إلى أن قال) قالوا: لما ولي عثمان بن عفان الخلافة أقر أبا موسى الأشعري على البصرة أربع سنين كما أوصى به عمر في الأشعري أن يقر أربع سنين ثم عزله عثمان وولى البصرة ابن خاله عبد الله بن عامر بن كريز.... وهو ابن خمس وعشرين سنة (وخاض في ترجمته إلى أن قال) ولما خرج ابن عامر عن البصرة بعث على إليها عثمان بن حنيف الأنصاري فلم يزل بها حتى قدم عليه طلحة والزبير وعائشة ولم يزل عبد الله بن عامر مع معاوية بالشام ولم يسمع له بذكر في صفين ولكن معاوية لما بايعه الحسن بن علي ولى بسر بن أبي أرطاة البصرة ثم عزله فقال له ابن عامر: إن لي بها ودائع عند قوم فإن لم تولني البصرة ذهبت فولاه البصرة ثلاث سنين، ومات ابن عامر قبل معاوية بسنة فقال معاوية: يرحم الله أبا عبد الرحمن بمن نفاخر؟! وبمن نباهي؟!).
وفي الإصابة: (عبد الله بن عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن مناف القرشي العبشمي ابن خال عثمان بن عفان (إلى أن قال) وكان عبد الله جوادا شجاعا ميمونا ولاه عثمان البصرة بعد أبي موسى الأشعري سنة تسع وعشرين وضم إليه فارس بعد عثمان بن أبي العاص فافتتح خراسان كلها وأطراف فارس وسجستان وكرمان وغيرها حتى بلغ أعمال غزة وفي إمارته قتل يزد جرد آخر ملوك فارس وأحرم ابن عامر من نيسابور شكرا لله تعالى وقدم على عثمان فلامه على تغريره بالنسك وقدم بأموال عظيمة ففرقها في قريش والأنصار وهو أول من اتخذ الحياض بعرفة وأجرى إليها العين، وقتل عثمان وهو على البصرة فسار بما كان عنده من الأموال إلى مكة فوافى طلحة والزبير فرجع بهم إلى البصرة فشهد معهم وقعة الجمل ولم يحضر صفين وولاه معاوية البصرة ثلاث سنين بعد اجتماع الناس عليه ثم صرفه عنها فأقام بالمدينة ومات سنة سبع أو ثمان وخمسين وأوصى إلى عبد الله بن الزبير، وأخباره في الجود كثيرة وليست له رواية في الكتب الستة (إلى آخر ما قال)).