قد خناك لأن لنا عقدا مقدما وحمدا مذكورا (1)] سربنا إلى القوم إن شئت، وأيم الله ما لقينا يوما قط إلا اكتفينا بعفونا دون جهدنا إلا ما كان أمس.
فلما أصبحوا أشارت الأزد إلى جارية أن: سر بمن معك، ومضت الأزد بزياد حتى أدخلوه دار الإمارة، وأما جارية فإنه كلم قومه وصاح فيهم فلم يجيبوه (2) وخرج إليه منهم أوباش فناوشوه بعد أن شتموه وأسمعوه، فأرسل إلى زياد والأزد يستصرخهم ويأمرهم أن يسيروا إليه، فسارت الأزد بزياد حتى أدخلوه دار الإمارة، ثم ساروا إلى ابن الحضرمي وخرج إليهم ابن الحضرمي وعلى خيله عبد الله بن خازم السلمي (3) فاقتتلوا ساعة فأقبل شريك بن الأعور الحارثي (4) وكان من شيعة علي عليه السلام وصديقا لجارية بن قدامة (5) فقال: ألا أقاتل معك عدوك؟ فقال: بلى.
قال: فما لبثت بنو تميم أن هزموهم واضطر وهم إلى دار سنبيل (6) السعدي