الغارات - إبراهيم بن محمد الثقفي - ج ٢ - الصفحة ٥٧٠
بن عثمان (1) عن فراس (2) عن الشعبي عن شريح بن هانئ قال (3): قال علي عليه السلام:
اللهم إني أستعديك على قريش فإنهم قطعوا رحمي، وأصغوا إنائي (4)، وصغروا عظيم منزلتي،
١ - كذا في الأصل ولم نجده أيضا في مظانه من كتب الرجال ومن المحتمل أن تكون كلمة (أبي) زائدة ففي تقريب التهذيب: (إبراهيم بن عثمان العبسي بالموحدة أبو شيبة الكوفي قاضي واسط، مشهور بكنيته متروك الحديث من السابعة مات سنة تسع وستين / ت ق).
٢ - في تقريب التهذيب: (فراس بكسر أوله وبمهملة ابن يحيى الهمداني الخار في بمعجمة وفاء أبو يحيى الكوفي المكتب صدوق ربما وهم من السادسة مات سنة تسع وعشرين ومائة / ع). وقال في تهذيب التهذيب في ترجمته: (روى عن الشعبي ونقل عن العجلي أنه من أصحاب الشعبي).
٣ - في تقريب التهذيب: (شريح بن هانئ بن يزيد الحارثي المذحجي أبو المقدام الكوفي مخضرم ثقة، قتل مع ابن أبي بكرة بسجستان / بخ م ٤). وفي تهذيب - التهذيب في ترجمته: (أدرك النبي (ص) ولم يره وروى عن أبيه وعمر وعلي (إلى أن قال) وعنه الشعبي (إلى أن قال) ذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من تابعي أهل الكوفة وقال: كان من أصحاب علي وشهد معه المشاهد وكان ثقة وله أحاديث، وقتل بسجستان مع عبيد الله بن أبي بكرة (إلى أن قال) وقال ابن البرقي: كان على شرطة علي - رضي الله عنه - وذكره مسلم في المخضرمين).
أقول: له في باب الذبح من التهذيب للشيخ الطوسي (ره) حديث عن علي (ع) كما أشار إليه الأردبيلي (ره) في جامع الرواة، أما الحديث فقال ابن أبي الحديد في شرح النهج (ج ١، ص ٣٧١، س ١٩): (وروى الشعبي عن شريح بن هانئ قال قال علي (الحديث) قائلا بعده: (وروى جابر عن أبي الطفيل قال: سمعت عليا عليه السلام يقول: اللهم إني أستعديك على قريش فإنهم قطعوا رحمي وغصبوني حقي وأجمعوا على منازعتي أمرا كنت أولى به ثم قالوا: إن من الحق أن تأخذه، ومن الحق أن تتركه).
أقول: نقلهما الشريف الرضي (ره) في نهج البلاغة (أنظر شرح النهج الحديدي ج ٢، ص ٤٩٥، و ج ٣، ص ٣٦) واعتذر من نقله مكررا في الموضع الثاني بقوله: (وقد مضى هذا الكلام في أثناء خطبة متقدمة إلا أني ذكرته ههنا لاختلاف الروايتين) ونص عبارة آخر الحديث في الموضع الثاني هكذا: (وقالوا: ألا إن في الحق أن تأخذه وفي الحق أن تمنعه، فاصبر مغموما أو مت متأسفا).
ثم إن: هذا المضمون قد ورد في موارد كثيرة من كتب الأخبار فمن أراد فليلاحظ.
أقول: قد مر ما يتعلق بالحديث في (ص ٣٠٨ و ٣٠٩) فراجع.
٤ - قال ابن الأثير في النهاية: (في حديث الهرة إنه كان يصغى له الإناء أي يميله ليسهل عليها الشرب منه.
أقول: هذا هو المعنى الحقيقي للكلمة وأما معناها المجازي فهو ما قال الزمخشري في أساس البلاغة: (ومن المجاز: فلان يصغى إناء فلان إذا نقصه ووقع فيه، وأصغى حقه نقصه قال:
فإن ابن أخت القوم مصغى إناؤه * إذا لم يمارس خاله باب جلد وقال الكميت:
فإن تصغ تكفأه العداة إناءنا * وتسمع لنا أقوال أعدائنا تخل) وقال الميداني في مجمع الأمثال: (ما أصغيت لك إناءا ولا أصفرت لك فناءا، أي ما تعرضت لأمر تكرهه يعني لم آخذ إبلك فيبقى إناؤك مكبوبا لا تجد لبنا تحلبه فيه، ويبقى فناؤك خاليا لا تجد بعيرا يبرك فيه وذكر عن علي عليه السلام أنه قال: اللهم إني أستعديك على قريش فإنهم أصغوا إنائي وصغروا عظيم منزلتي).