الغارات - إبراهيم بن محمد الثقفي - ج ٢ - الصفحة ٦٤٤
: ثم إن معاوية لما أقبل على الحسن بن علي عليهما السلام وصالحه عبيد الله بن العباس بمسكن (1) ودخل في طاعة معاوية فأكرمه معاوية وأدناه وأوفى له بصلحه وما ضمن له من المال (2) فلما قدم معاوية النخيلة فبايعه الحسن وبسر صاحب مقدمته في ذلك كله حتى
١ - في القاموس: (مسكن كمسجد موضع بالكوفة).
٢ - إشارة إلى ما ذكره المؤرخون وأرباب التراجم والسير من أن عبيد الله بن العباس صالح معاوية على ما وعده من المال فقال ابن أبي الحديد في شرح النهج (ج ٤، ص ١٥) عند ذكره كيفية صلح الحسن (ع) (فأما معاوية فإنه وافى حتى نزل قرية يقال لها الحيوضة بمسكن وأقبل عبيد الله بن العباس حتى نزل بإزائه فلما كان من غد وجه معاوية بخيل إلى عبيد الله فيمن معه فضربهم حتى ردهم إلى معسكرهم فلما كان الليل أرسل معاوية إلى عبيد الله ابن العباس أن الحسن قد راسلني في الصلح وهو مسلم الأمر إلي فإن دخلت في طاعتي الآن كنت متبوعا وإلا دخلت وأنت تابع ولك إن أجبتني الآن أن أعطيك ألف ألف درهم أعجل لك في هذا الوقت نصفها وإذا دخلت الكوفة النصف الآخر فأقبل عبيد الله إليه ليلا فدخل عسكر معاوية فوفى له بما وعده وأصبح الناس ينتظرون عبيد الله أن يخرج فيصلي بهم فلم يخرج حتى أصبحوا فطلبوه فلم يجدوه (إلى آخر ما قال) ونقله المجلسي (ره) في عاشر البحار عن شرح النهج (ص ١١٢، س ١٠) ونقل أيضا هناك عن بشارة المصطفى للطبري ما يقرب من ذلك (أنظر ص 111، س 14).