وإني لعالم بما يصلحكم ويقيم أودكم ولكني والله لا أصلحكم بإفساد نفسي (1) ولكن أمهلوني قليلا فكأنكم والله بامرئ قد جاءكم يحرمكم ويعذبكم فيعذبه الله كما يعذبكم، إن من ذل المسلمين وهلاك الدين أن ابن أبي سفيان يدعو الأراذل والأشرار فيجاب، وأدعوكم وأنتم الأفضلون الأخيار فتراوغون (2) وتدافعون، ما هذا بفعل المتقين، إن بسر بن أبي أرطاة وجه إلى الحجاز وما بسر؟! لعنه الله لينتدب إليه منكم عصابة حتى تردوه عن شنته (3) فإنما خرج في ست مائة أو يزيدون.
قال: فسكت (4) الناس مليا لا ينطقون، فقال: ما لكم أمخرسون أنتم لا تتكلمون؟
فذكر عن الحارث بن حصيرة (5) عن مسافر بن عفيف (6) قال: قام أبو بردة بن عوف الأزدي (7)