يا زياد إني والله لو شهدت قومي يوم الجمل رجوت أن لا يقاتلوا عليا وقد مضى الأمر بما فيه، وهو يوم بيوم وأمر بأمر، والله إلى الجزاء بالإحسان أسرع منه إلى الجزاء بالسيئ، والتوبة مع الحق والعفو مع الندم، ولو كانت هذه فتنة لدعونا القوم إلى إبطال الدماء واستئناف الأمور ولكنها جماعة دماؤها حرام وجروحها قصاص، ونحن معك فقدم هواك نحب [لك ما أحببت.
فعجب زياد من كلامه وقال: ما أظن في الناس مثل هذا. (1)] ثم قام صبرة ابنه فقال:
إنا والله ما أصبنا بمصيبة في دين ولا دنيا كما أصبنا أمس يوم الجمل، وإنا لنرجو اليوم أن نمحص ذلك بطاعة الله وطاعة أمير المؤمنين، وأما أنت يا زياد فوالله ما أدركت أملك فينا ولا أدركنا أملنا فيك دون ردك إلى دارك، ونحن رادوك إليها غدا إن شاء الله تعالى، فإذا فعلنا فلا يكن أحد أولى بك منا فإنك إن لم تفعل تأت ما لا يشبهك (2) وإنا والله نخاف من حرب علي في الآخرة ما لا نخاف (3) من حرب معاوية في الدنيا، فقدم هواك وأخر هوانا، فنحن معك وطوعك.
ثم قام جيفر العماني (4) وكان لسان القوم فقال: