الرعية، ويقسم بالسوية، فاسمعوا له وأطيعوا، فإن الناس لا يصلحكم إلا إمام بر أو فاجر، فإن كان برا فللراعي والرعية، وإن كان فاجرا عبد المؤمن ربه فيها وعمل فيها الفاجر إلى أجله، وإنكم ستعرضون بعدي على سبي والبراءة مني فمن سبني فهو في حل من سبي، ولا تتبرأوا مني، فإن ديني الإسلام.
عن أبي عبد الرحمن السلمي (1) أن الناس تلاقوا وتلاوموا (2) ومشت الشيعة بعضها إلى بعض، ولقي أشراف الناس بعضهم بعضا فدخلوا على علي عليه السلام فقالوا:
يا أمير المؤمنين اختر منا رجلا ثم ابعث معه إلى هذا الرجل جندا حتى يكفيك أمره، ومرنا بأمرك فيما سوى ذلك فإنك لن ترى منا شيئا تكرهه ما صحبتنا. قال عليه السلام:
فإني قد بعثت رجلا إلى هذا الرجل لا يرجع أبدا حتى يقتل أحدهما صاحبه أو ينفيه، ولكن استقيموا لي فيما آمركم به وأدعوكم إليه من غزو الشام وأهله.
فقام إليه سعيد بن قيس الهمداني فقال: يا أمير المؤمنين والله لو أمرتنا بالمسير إلى قسطنطينية (3) ورومية مشاة حفاة على غير عطاء ولا قوة ما خالفتك أنا ولا رجل من قومي، قال: فصدقتم جزاكم الله خيرا.
ثم قام زياد بن خصفة ووعلة بن مخدوع (4) فقالا: نحن شيعتك يا أمير المؤمنين