ومن يسع منا في هوى النفس يلقها * سريعا إلى الغي المقيم جماحها وعاذلة قامت تلوم مدلة * علي فلم يرجع قتيلا (1) صياحها وتزعم أن اللوم منها نصيحة * وحرم في الدنيا علي انتصاحها إذا كان أمر العاذلات ملامة * فأولى أمور العاذلات اطراحها وقد حنكتني السن واشتد حنكتي * وجانبني لهو الغواني وراحها وقد كنت ذا نفس تراح إلى الصبي * فأضحت إلى غير التصابي ارتياحها وإني لمن قوم بني المجد فيهم * بيوتا فأمست ما تنال براحها مطاعيم في القحط الجديب زمانهم * إذا أقوت الأنواء هاجت رياحها وأخلف ايماض البروق وعطلت * بها الشول واستولت وقل فصاحها وقر قرار الأرض أما ملوكهم * وساداتهم ما بل عشبا نصاحها وبلغنا أن معاوية قال لهيثم بن الأسود أبي العريان (2) وكان عثمانيا، وكانت امرأته علوية تحب عليا عليه السلام وتكتب بأخبار معاوية في أعنة الخيل فتدفعها إلى عسكر علي بصفين فيدفعونها إليه فقال معاوية [بعد التحكيم (3)]: يا هيثم أهل العراق
(٥٤٥)