على ما تسمع إلا رضوان الله والتماسه واحترام الحرم، فإن ذلك أقرب للتقوى وخير في العاقبة.
قال له أبو سعيد:
ما رأيت رجلا من أهل المغرب أصوب مقالا ولا أحسن رأيا منك.
فانطلق أبو سعيد إلى قثم فقال: ألا ترى ما أحسن ما صنع الله لك؟! [وذكر له ذلك، فاعتزلا الصلاة واختار الناس شيبة بن عثمان فصلى بهم، فلما قضى الناس حجهم رجع يزيد إلى الشام وأقبلت خيل علي عليه السلام فأخبروا بعود أهل الشام فتبعوهم وعليهم معقل بن قيس فأدركوهم وقد رحلوا عن وادي القرى فظفروا بنفر منهم وأخذوهم أسارى وأخذوا ما معهم ورجعوا إلى أمير المؤمنين، ففادى بهم أسارى كانت له عليه السلام عند معاوية (1)].
قال: قال أمير المؤمنين لأهل الكوفة (2): ما أرى هؤلاء القوم يعني أهل الشام إلا ظاهرين عليكم قالوا: تعلم بماذا يا أمير المؤمنين؟ - قال: أرى أمورهم قد علت، وأرى نيرانكم قد خبت، وأراهم جادين، وأراكم وانين، وأراهم مجتمعين، وأراكم متفرقين، وأراهم لصاحبهم طائعين، وأراكم لي عاصين، وأيم الله لئن ظهروا عليكم لتجدنهم