قال (1): ولما دخل بسر الطائف وكلمه المغيرة قال له: صدقتني ونصحتني، فبات فيها ثم خرج منها، وخرج المغيرة فشيعه ساعة ثم ودعه وانصرف عنه، فخرج حتى مر ببني كنانة وفيهم ابنا عبيد الله بن العباس عبد الرحمن وقثم وأمهما جويرية بنت قارظ (2) الكنانية وقارظ من حلفاء بني زهرة، وكان عبيد الله قد جعل ابنيه عند رجل من بني كنانة فلما انتهى بسر إليهما أراد أن يقتلهما فلما رأى ذلك الكناني دخل بيته وأخذ السيف وخرج إليه فقال له بسر: ثكلتك أمك والله ما كنا أردنا قتلك فلم عرضت نفسك للقتل؟ - قال: نعم أقتل (3) دون جاري أعذر لي عند الله والناس، ثم شد عليهم بالسيف حاسرا وهو يقول:
آليت لا يمنع حافات الدار * ولا يموت مصلتا دون الجار إلا فتى أروع غير غدار فضارب بسيفه حتى قتل، وقدم الغلامين فقتلهما (4)، فخرج نسوة من بني كنانة