وعن جندب بن عفيف (1) قال: والله إني لفي جند الأنبار مع أشرس بن حسان البكري (2) إذ صبحنا سفيان بن عوف كتائب تلمع الأبصار منها فهالونا والله وعلمنا إذ رأيناهم أنه ليس لنا بهم طاقة ولا يد فخرج إليهم صاحبنا وقد تفرقنا فلم يلقهم نصفنا (3) وأيم الله لقد قاتلناهم فأحسنا قتالهم والله حتى كرهونا (4)، ثم نزل صاحبنا وهو يتلو قوله تعالى: فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا (5) ثم قال لنا: من كان لا يريد لقاء الله ولا يطيب نفسا بالموت فليخرج عن القرية ما دمنا نقاتلهم، فإن قتالنا إياهم شاغل لهم عن طلب هارب، ومن أراد ما عند الله فما عند الله خير للأبرار
(٤٦٩)