دعاء الإمام الحسين (عليه السلام) يوم عرفة الحمد لله الذي ليس لقضائه دافع، ولا لعطائه مانع، ولا كصنعه صنع صانع، وهو الجواد الواسع، فطر أجناس البدائع، وأتقن بحكمته الصنائع، لا تخفى عليه الطلائع، ولا تضيع عنده الودائع جازي كل صانع، ورائش كل قانع، وراحم كل ضارع، ومنزل المنافع والكتاب الجامع، بالنور الساطع، وهو للدعوات سامع، وللكربات دافع، وللدرجات رافع وللجبابرة قامع فلا إله غيره، ولا شيء يعدله، وليس كمثله شيء، وهو السميع البصير، اللطيف الخبير، وهو على كل شيء قدير. اللهم إني أرغب إليك، وأشهد بالربوبية لك، مقرا بأنك ربي، وإليك مردي، ابتدأتني بنعمتك قبل أن أكون شيئا، وخلقتني من التراب، ثم أسكنتني الأصلاب، آمنا لريب المنون، واختلاف الدهور والسنين، فلم أزل ظاعنا من صلب الى رحم، في تقادم من الأيام الماضية، والقرون الخالية، لم تخرجني لرأفتك بي، ولطفك لي، وإحسانك إلي في دولة أئمة الكفر الذين نقضوا عهدك، وكذبوا رسلك، لكنك أخرجتني للذي سبق لي من الهدى، الذي له يسرتني، وفيه أنشأتني، ومن قبل ذلك رؤفت بي بجميل صنعك
(٢٦٧)