وكذلك قالوا في قوله تعالى: هؤلاء بناتي هن أطهر لكم، وإن القول يقتضي أن في بناته المعنى المطلوب من الذكران، وذلك أنه لا حجة في هذا الضرب من الكلام لأنه غير ممتنع أن يذمهم بإتيان الذكران من حيث لهم عنه عوض بوطئ النساء وإن كان في الفروج المعهودة لاشتراك الأمرين في الاستمتاع واللذة، وقد يغني الشئ عن غيره وإن لم يشاركه في جميع صفاته إذا اشتركا في الأمر المقصود، ولو صرح بما قلناه حتى يقول: أ تأتون الذكران من العالمين وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم، من الوطء في القبل لكان صحيحا لأنه عوض ومغن عما يلتمس من الذكران.
(٦٧)