باب الكفاءة في النكاح:
والمسلمون الأحرار يتكافؤون بالإسلام والحرية في النكاح وإن تفاضلوا في الشرف بالأنساب كما يتكافؤون في الدماء والقصاص، فالمسلم إذا كان واجدا طولا للإنفاق بحسب الحاجة على الأزواج مستطيعا للنكاح مأمونا على الأنفس والأموال ولم تكن به آفة في عقله ولا سفه في الرأي فهو كف ء في النكاح.
باب اختيار الأزواج:
وينبغي للإنسان أن يختار للنكاح ذوات الدين والأبوات والأصول الكريمة والسداد في الرأي ويجتنب من لا أصل له ولا عقل وإن كان من الجمال على ما تميل إليه الطباع، فقد روي عن النبي ص أنه قال: إياكم وخضراء الدمن، فقيل: يا رسول الله وما خضراء الدمن؟ فقال: المرأة الحسناء في منبت السوء، فشبه المرأة الحسناء من أصل السوء بالخضرة التي تظهر على المزابل وفي أفنية البيوت عند وقوع الأمطار عليها فهي وإن كانت نضرة حسنة فإنها على النجاسات من العذرة وأمثالها نابتة وليس لها بقاء ولا بها انتفاع، وقال الصادق ع: إياكم ونكاح الحمقاء فإن ولدها ضياع وصحبتها ضلال.
وإذا اختار الانسان لنكاحه فليتخير من يثق به على دينه وماله ودمه وولده فإن المرأة تؤتمن على ذلك ويحتاج إليها في حفظه ومن لا دين له ولا عقل، فإنه لا يوثق به على حفظ شئ مما ذكرناه.
وإذا وجد الانسان امرأة مؤمنة عاقلة ذات أصل كريم فلا يمتنع من مناكحتها لفقرها فإن الله تعالى يغنيهما من فضله، وكذلك إذا خطب إلى انسان رجل دين عاقل ذو أصل كريم فلا يمتنع من إنكاحه ابنته أو أخته لفقره فإن الله تعالى قال: إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم، وقد روي عن الصادق ع أنه قال: من نكح امرأة لمالها وجمالها حرم مالها وجمالها، ومن نكح للدين وفق الله له الخير والجمال والكمال.