وإن لم يكن للميت حبرة يجعل بدلا منها لفافة أخرى.
فإذا فرع من تحصيل الكفن لف بجميعه وعزل.
ويستعد معه من الكافور الذي لم تمسه النار وزن ثلاثة عشر درهما وثلث إن تمكن من ذلك وهي السنة الأوفى، فإن لم يتمكن منه فالأوسط وزن أربعة مثاقيل، فإن لم يتمكن منه فمقدار درهم، فإن لم يوجد أصلا فما تيسر وإلا دفن في حال الضرورة بغير كافور ولا يكون مع الكافور مسك أصلا.
ويستعد أيضا شئ من السدر لغسل رأسه وجسده وشئ من الكافور للغسلة الثانية. وتؤخذ أيضا جريدتان خضراوان من النخل إن وجد منه وإن لم يوجد فمن السدر فإن لم يوجد فمن الخلاف فإن لم يوجد فمن غيره من الشجر الرطب فإن لم يوجد أصلا فلا بأس بتركه، ويكتب عليهما أيضا ما كتب على الأكفان ويلف عليهما شئ من القطن.
ويستعد مع ما ذكرناه مقدار رطل من القطن ليحشى به المواضع التي يخاف من خروج شئ منها، فإذا فرع من تحصيل أكفانه فليأخذ في غسله أولى الناس بالميت أو من يأمره هو به، فلتوضع ساجة أو سرير مستقبل القبلة ويوضع الميت عليها مستقبل القبلة كما كان في حال الاحتضار.
ويحفر لمصب الماء حفيرة يدخل الماء إليها فإن لم يمكن ودخل في البالوعة جاز، ويكره أن ينصب الماء الذي يغسل به الميت في الكنيف، ولا يسخن الماء لغسل الأموات إلا أن يكون برد شديد يخاف الغاسل على نفسه من استعمال الماء فإنه يسخن له.
ثم يؤخذ السدر فيطرح في إجابة ويصب عليه الماء ويضرب ضربا جيدا حتى يرغو ثم تؤخذ رغوته فتطرح في موضع نظيف حتى يغسل به رأسه.
ثم يؤخذ الميت فيوضع على تلك الساجة مستقبل القبلة حسب ما قدمناه، ويستحب أن يكون ذلك تحت السقف ولا يكون ذلك تحت السماء، ثم ينزع قميصه منه يفتق جيبه وينزع من تحته ويترك على عورته ما يسترها ثم تلين أصابعه برفق. فإن امتنعت تركت على حالها، ثم يبدأ بفرجه فيغسل بماء السدر والحرض ويغسل ثلاث مرات ويكثر من الماء ويمسح بطنه مسحا رقيقا، ثم يتحول الغاسل إلى رأسه فيبدأ بشقه الأيمن من لحيته ورأسه ثم