وقسم تحذير وقد تخرج الرؤيا على مآرب كثيرة وقد رأى كسرى في المنام زوال ملكه وظهور محمد صلى الله عليه وسلم وكان كذلك وقد رأى النمروذ حين رمى الخليل إبراهيم عليه السلام بمنجنيق أن الخليل في روضة خضراء وفيها عين جارية فكان كذلك ورأى فرعون أنه دخل البحر وجنوده فغرقوا فكان الامر كذلك وإن لم تخرج الرؤيا لصاحبها خرجت لبنيه أو لنظيره أو لاحد من عشيرته وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم في منامه أن ابن أبي العيص في الجنة بعد موته وكان مشركا فأولها صلى الله عليه وسلم عتاب بن أسيد لأنه كان نظيره وإن عبرت الرؤيا في المنام فإنها تخرج على نحو ما عبرت به إذا كان المعبر ممن يركن إليه وسيمته الخير وإن رأى الانسان رؤيا مما تدل على خير أو غيره ثم انتظرها فرآها على صفة ما رأى أولا فتكون قد عبرت ولا يكون ذلك تكرارا عند بعض المعبرين وليست الرؤيا تبطل بتأويل ما أول بما يخالف التعبير إذ لو كان كذلك لبطلت رؤيا عزيز مصر لقول المعبرين أضغاث أحلام وإن الشيطان يتمثل في الرؤيا بكل شئ إلا بالله تعالى وملائكته وكتبه ورسله وفى الحديث " إذا رأى أحدكم ما يكره فليقم وليتفل ولا يحدث به الناس " وفى الحديث " المنام على رجل طائر إذا قص وقع " وأول بعضهم قص الرجل بالوقوع وفى حديث آخر ما يدل معناه أن الانسان إذا رأى في منامه ما يكره فلا يحدث به أحدا وأن يبصق عنه يساره ويتعوذ
(٨)