حديث حسن صحيح.
الثاني: أنه حوض النبي صلى الله عليه وسلم في الموقف قاله عطاء. وفي صحيح مسلم عن أنس قال: " بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أغفي إغفاءة، ثم رفع رأسه متبسما فقلنا: ما أضحكك يا رسول الله؟ قال: أنزلت علي آنفا سورة فقرأ: (بسم الله الرحمن الرحيم * إنا أعطيناك الكوثر * فصل لربك وانحر * إن شانئك هو الأبتر) ثم قال:
" أتدرون ما الكوثر "؟ قلنا: الله ورسوله أعلم. قال: " فإنه نهر وعدنيه ربي عز وجل، عليه خير كثير هو حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة آنيته عدد النجوم، فيختلج العبد منهم فأقول إنه من أمتي، فيقال إنك لا تدري ما أحدث بعدك " (332). والأخبار في حوضه في الموقف كثيرة].
ومنه يتبين أن الكوثر هو الحوض نفسه وإلا فقد أعطى الله تعالى نبيه ولا ريب أنهارا لا عدد لها في الجنة وإنما خص ذكر الكوثر لأنه يكون في أرض المحشر أو يصب في أرض المحشر كما هو واضح وظاهر.
وقد ذكر البخاري في صحيحه (11 / 463) في باب الحوض قوله تعالى (إنا أعطيناك الكوثر) بيانا منه إلى أن الكوثر هو الحوض عنده أيضا (333).