وقد تقدم في آخر موضوع صفات الأنبياء عليهم الصلاة والسلام عن الإمام الغزالي رحمه الله تعالى أن من زعم أن الحقيقة تخالف الشريعة وأن الباطن يخالف الظاهر فهو إلى الكفر أقرب إليه من الإيمان. أي أنه كافر حقيقة.
والقاعدة في ذلك أن كل اعتقاد فيه تشبيه لله تعالى بخلقه أو قياسه على الخلق أو وصفه بما لا يجوز وصفه به مما لم يرد في الكتاب والسنة ولا أجمعت الأمة على جواز وصفه به، أو اعتقد وصفه للفظ ورد مضافا له في الكتاب والسنة لكن لا يجوز وصفه به كالنسيان والمرض والجوع ونحو هذه الأمور، فكله كفر وردة ناقلة من الملة إلى الكفر أعاذنا الله تعالى من ذلك.
وكذلك كل انتهاك لحرمة الله تعالى أو حرمة ملائكته أو رسله وأنبيائه أو كتبه أو شعائره لقوله تعالى (ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) الحج: 32 وكل ما فيه استهزاء ومعاندة لله تعالى ورسوله لقوله تعالى (ولئن سألتهم ليقولن إنما كثا نخوض ونلعب، قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤون * لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم) التوبة: 66.
وقد قال بعض العلماء: كل ما خطر ببالك فالله تعالى بخلاف ذلك، أخذا من قوله تعالى (ليس كمثله شئ وهو السميع البصير) ومن قوله تعالى (ولم يكن له كفوا أحد) وغيرها.
ولا يتم اجتناب هذا الأمر وعدم الوقوع فيه إلا بعد تعلم التوحيد والعقيدة والحرص على عدم الإتيان بمخالفة أصولها وقواعدها.
[مسألة مهمة جدا]: بحث ما روي عن سيدنا ابن مسعود رضي الله عنه في نفيه أن سورتي المعوذتين من القرآن:
قلت: أخرج هذا الأثر البخاري في صحيحه (8 / 748) مبهما، وهو أثر باطل عندنا وقد حكم ببطلانه الحافظ النووي وابن حزم والإمام الفخر الرازي، وهذا نص الأثر وهو من طريق سفيان بن عيينة عن عبدة وعاصم عن زر بن حبيش