فصل في وجوب عرض الحديث على القرآن (وهو أحد الضوابط التي يعرف بها الحديث الشاذ متنا وأهمها) إن مما يجب التنبه إليه عند تصحيح الحديث أو تضعيفه أو عند قبوله أو رده عرض ما جاء فيه من الأفكار على كتاب الله تعالى، وهذه نقطة مهمة جدا غفل عنها كثير من المشتغلين في علوم الحديث النبوي الشريف وبالتالي كثير ممن يصححون ويضعفون الأحاديث.
والقاعدة في هذا أن حديث الآحاد مقبول إذا خلا معناه عما يعارض القرآن، ولا يشترط في قبوله أن يشهد له القرآن بأن يكون معناه فيه (101)، بل يكفي أن لا يكون فيه ما يعارض القرآن القطعي.
وقد جاءت نصوص الكتاب والسنة وكذا تصرفات الصحابة والسلف والأئمة والمحدثين وأهل العلم تؤيد هذا وتشهد له، ولا أظن أن عاقلا يخالف في هذا بعد إدراكه.