فالأشعري هنا يؤول الرضا والغضب بصراحة؟!!
18 - الحافظ ابن الجوزي رحمه الله تعالى مؤول أيضا:
كتابه (دفع شبه التشبيه) بثبت عنه ذلك بلا شك، والله الموفق.
فهذه ثماني عشرة نقطة فيها أكثر من عشرين تأويلا عن الصحابة وأهل القرون الثلاثة من أئمة العلماء والمحدثين كلها تثبت مع الأدلة التي سقناها في صدر الكلام أن التأويل حق وأنه من قواعد الشريعة وأنه من نهج السلف الصالح والله الموفق.
فصل التأويل هو المجاز في القرآن والسنة إذا انتهينا إلى أن التأويل هو صرف اللفظ عن ظاهره إلى معنى آخر مقصود تريده العرب في لغتها التي نزل بها القرآن، فإننا بالتأمل في معنى وتعريف المجاز نجد أن هذا هو تعريف المجاز أيضا، فالمجاز هو التأويل، ولذلك حاول أن ينكره المشبهة والمجسمة كإنكارهم التأويل للنصوص فيما لا يريدون.
فالمجاز كما هو معرف في كتب الأصول هو: تعدي معنى الكلام عما وضع له أصلا إلى معنى آخر تعديا صحيحا (أي عربية) لعلاقة بينهما.
قال الشيخ ابن قدامة المقدسي شيخ الحنابلة ومحقق مذهبهم في كتابه (روضة الناظر) في أصول الفقه ص (62) ما نصه:
(والقرآن يشتمل على الحقيقة والمجاز، وهو اللفظ المستعمل في غير موضوعه الأصلي على وجه يصح، كقوله * (وأخفض لهما جناح الذل) *، * (وأسأل القرية) *، * (جدارا يريد أن ينقض) *، * (أو جاء أحد منكم من الغائط) *، * (وجزاء سيئة سيئة مثلها) *، * (إن الذين يؤذون الله) * أي: أولياء الله وذلك كله مجاز لأنه استعمال اللفظ في غير موضوعه، ومن منع فقد كابر، ومن سلم وقال لا أسميه مجاز فهو نزاع في عبارة لا فائدة في المشاحة فيه).