[القضية الثالثة الاستغاثة]:
الاستغاثة هي أن يطلب شخص من النبي صلى الله عليه وسلم في حياته أو بعد موته موجها الخطاب إليه أن يدعو الله تعالى له في جلب منفعة أو دفع مضرة أو نحو ذلك، وقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم هو والأنبياء والشهداء أحياء عند ربهم يرزقون وأن الأموات يسمعون كما تقدم.
ومثال الاستغاثة المشروعة أن يقول شخص وقف على قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم: يا رسول الله أدع الله تعالى أن يغفر لي.
ودليلها أحاديث كثيرة، منها ما يثبت الاستغاثة به صلى الله عليه وسلم في حياته، ومنها ما يثبتها بعد وفاته صلى الله عليه وسلم فيما فعله بعض الصحابة وأقره الباقون منهم دون نكير حتى من كبارهم رضي الله عنهم.
فما جاء في حياته: ما رواه البخاري (2 / 501) عن سيدنا أنس قال:
إن رجلا دخل يوم الجمعة من باب كان وجاه المنبر ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب، فاستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما فقال:
يا رسول الله: هلكت المواشي، وانقطعت السبل، فادع الله يغيثنا (أي يمطرنا).
قال سيدنا أنس: فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه فقال: " اللهم اسقنا، اللهم اسقنا، اللهم اسقنا ".
قال سيدنا أنس: ولا والله ما نرى في السماء من سحاب ولا قزعة ولا شيئا، وما بيننا وبين سلع من بيت ولا دار، قال: فطلعت من وراءه سحابة مثل الترس ثم انتشرت، ثم أمطرت..
قلت: هذا الرجل أصيب ماله بالهلاك وجاء مستغيثا بالنبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو