يفيد الظن ولا يفيد العلم (104) كان لا بد لنا أن نعرضه على القرآن الكريم فإن وجدنا فيه ما يخالف القرآن رددناه ولم نقبله، وإن لم نجد فيه ذلك وصح السند فالأصل قبوله حينئذ، لكننا لا نبني عليه أصولا مقطوعا بها. وبذلك يكون عرض الحديث على القرآن إحدى الضوابط التي يتعرف بها على ضعف الحديث ورده، وقد نص شيخ المحدثين في وقته الحافظ الخطيب البغدادي على هذا حيث قال في كتابة (الفقيه والمتفقه) ص (132) ما نصه:
(باب القول فيما يرد به خبر الواحد:..... وإذا روى الثقة المأمون خبرا متصل الإسناد رد بأمور: أن يخالف نص الكتاب أو السنة المتواترة فيعلم أنه لا أصل له أو منسوخ).
فتأمل!!
[ثانيا]: الدليل على هذه القضية من السنة النبوية:
1 - ثبت عن أبي حميد وأبي أسيد رضي الله عنهما عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال:
(إذا سمعتم الحديث عني تعرفه قلوبكم، وتلين له أشعاركم وأبشاركم، وترون أنه منكم قريب فأنا أولاكم به، وإذا سمعتم الحديث عني تنكره قلوبكم، وتنفر عنه أشعاركم وأبشاركم، وترون أنه منكم بعيد فأنا أبعدكم منه) وهو حديث صحيح (105).