فصل في أدلة التوحيد لا بد أن نتعرض في هذا الكتاب إلى أدلة التوحيد التي تنبني عليها مسائل هذا الفن وأن نبين بعد ذلك على الترتيب في فصول خاصة بعض الأدلة الوهمية التي يظنها بعض الناس أدلة تصلح أن يستدلوا بها على ما يريدون من مسائل التوحيد.
الدليل الأول القرآن الكريم لا شك أن القرآن الكريم هو الأصل الأصيل في الأحكام الشرعية ومنه تستمد كل فنون وعلوم الشريعة الإسلامية * (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون) * النحل: 44.
وقد تقدم معنا في أول هذا الكتاب آيات عديدة فيها ذكر الأمور الأساسية التي ينبني عليها التوحيد وعلم العقيدة الإسلامية، فالله سبحانه وتعالى ذكر الإيمان به فقال: * (فاعلم أنه لا إله إلا الله) * وذكر وجوب التفكر والنظر في هذا الكون وهذه المخلوقات لنستدل منها على وجود صانعها سبحانه فقال: * (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت * وإلى السماء كيف رفعت * وإلى الجبال كيف نصبت * وإلى الأرض كيف سطحت) * الغاشية: 17 - 20.
وذكر في القرآن الكريم أيضا المعاد والجنة والنار والحساب والثواب والعقاب وصفات الله تعالى والأنبياء عليهم الصلاة والسلام والملائكة والجن وغير ذلك من أصول التوحيد.