(ثانيا): القلم: ليس في القرآن ما يثبت القلم المراد إثباته هنا وأما قوله تعالى (ن والقلم وما يسطرون) فليس ذلك مرادا، وإنما المراد هنا القسم بالقلم الذي يسطر به الناس الكلام والكتابة.
وقد جاء ذكر القلم في أحاديث آحاد منها حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال له: " جف القلم بما أنت لاق " رواه البخاري (9 / 117) قال الحافظ هناك في شرحه ص (119):
[قوله (جف القلم بما أنت لاق) أي نفذ المقدور بما كتب في اللوح المحفوظ، فبقي القلم الذي كتب به جافا لا مداد فيه لفراغ ما كتب به، قال عياض: كتابة الله ولوحه وقلمه من غيب علمه الذي نؤمن به ونكل علمه إليه] ا ه.
قلت: وكلام الحافظ ملخصه أن ذلك كناية عن أن تقدير الله للأشياء وعلمه بما هو كائن أزلي، ويتعالى الله تعالى أن يكون له قلم حقيقي ولوح يكتب فيه حقيقة كما يكتب البشر، كما لا يحتاج لشئ يتذكر به، لا يضل ربي ولا ينسى سبحانه ومع هذا فنحن لا ننكر وجود اللوح بل وجوده هو الراجح عندنا.
وجاء في البخاري (1 / 459) ومسلم (1 / 149) أثناء حديث لسيدنا أنس في الإسراء معلقا فيهما عن ابن شهاب قال: وأخبرني ابن حزم أن ابن عباس وأبا حبة الأنصاري كانا يقولان قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " ثم عرج بي حتى ظهرت لمستوى أسمع فيه صريف الأقلام ".