قال الإمام الطحاوي رحمه الله تعالى:
(وكل دعوى النبوة بعده فغي وهوى).
الشرح:
وكذلك يكفر من جوز نبوة إنسان بعد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، أي أن الوحي نزل على إنسان بعدما بعث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، باستثناء سيدنا عيسى عليه السلام الذي ينزل آخر الزمان حيث يكون تابعا لشريعة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
وكذلك يكفر (كما في مغني المحتاج 4 / 135) من قال: إن النبوة مكتسبة، أو ينال العبد رتبتها بصفاء القلوب، أو زعم إنسان أنه يوحى إليه ولو لم يدع النبوة، أو صدق مدع للنبوة بعد نبينا صلى الله عليه وسلم قال القاضي عياض في أواخر كتابه " الشفا " (2 / 606): " 4 وكذلك - يكفر - من ادعى مجالسة الله والعروج إليه ومكالمته أو حلوله في أحد الأشخاص كقول بعض المتصوفة والباطنية... " وكذا كل من دافع عن تلك الضلالات المسطورة في كتب التصوف أو الكلمات المنقولة عن بعض الصوفية (أي أدعياء التصوف) التي هي كفر وضلال ظاهر وادعى أن لهم اصطلاحات خاصة بهم لا يعرفها غيرهم ولا يخاطبون بها إلا الخواص أمثالهم فهو ضال مضل مارق من الدين، ولا يجوز لأي شخص أن يلتفت لقول هذا المدافع عن الضلالات الذي يدعي تارة بأنها مدسوسة على أولئك الذين يزعم بأنهم من الأولياء المقربين، وتارة بأنها على اصطلاحهم الخاص، حتى آل الأمر أن ينقلب الكفر هدى والهدى كفرا، كتلك الشطحات التي يزعمونها أعاذنا الله تعالى من ذلك الهراء، حتى قال بعض العلماء كما في " لسان الميزان " لابن حجر (5 / 352): " فوالله لأن يعيش المسلم جاهلا خلف البقر لا يعرف من العلم شيئا سوى سور من القرآن يصلي بها الصلوات ويؤمن بالله واليوم الآخر خير له من كثير من العرفان وهذه الحقائق ولو قرأ مائة كتاب أو عمل مائة خلوة ".