فصل نصوص أئمة أهل العلم التي يصرحون فيها بتنزيه الله عن الاتصال والانفصال (أي أن يكون داخل العالم أو خارجه) لقد صرح علماء الإسلام من فحول أهل الحديث وحذاق الأئمة الذين يعول على كلامهم ويعتد بهم في الإجماع والخلاف بتنزيه الله تعالى عن أن يكون داخل العالم أو خارجه فتارة يعبرون عن ذلك بعبارة (لا داخل العالم ولا خارجه) وتارة يعبرون بأنه (لا متصل ولا منفصل) وتارة ب (الاجتماع والافتراق) وتارة يقولون (لا مماس ولا مباين)، والمعنى واحد بلا شك ولا ريب وإليكم نصوصهم في ذلك:
1 - قال الإمام الغزالي رحمه الله تعالى في الإحياء (4 / 434):
(إن الله تعالى مقدس عن المكان ومنزه عن الأقطار والجهات وأنه ليس داخل العالم ولا خارجه ولا هو متصل به ولا هو منفصل عنه، قد حير عقول أقوام حتى أنكروه إذ لم يطيقوا سماعه ومعرفته).
وكذلك ذكر نحو هذا الكلام في عدة من مؤلفاته.
2 و 3 - الإمام الحافظ النووي والإمام المتولي:
قال الإمام الحافظ النووي رحمه الله تعالى في (روضة الطالبين) (10 / 64):
(قال المتولي: من اعتقد قدم العالم، أو حدوث الصانع، أو نفى ما هو ثابت للقديم الإجماع كالألوان، أو أثبت له الاتصال أو الانفصال كان كافرا).
وأقره عليه فيكون هذا قول إمامين من كبار الأئمة.
4 - وقال نحو هذا الإمام الحافظ البيهقي في (الأسماء والصفات) ص (410 - 411) بتفصيل دقيق. وكذا له نصوص في ذلك في شعب الإيمان.