الدليل الثالث من أدلة التوحيد:
الإجماع قال الإمام الطحاوي رحمه الله تعالى:
(ولا نخالف جماعة المسلمين، ونتبع السنة والجماعة ونجتنب الشذوذ والخلاف والفرقة).
الشرح:
الإجماع أحد أدلة الشرع العظيمة التي تدور عليها الأحكام وتستنبط منها، وهو اتفاق المجتهدين من أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم في عصر من العصور على حكم شرعي ما، وهو حجة قطعية لا ظنية فيقدم على حديث الآحاد وينقطع عنده الشغب ولا يخص هذا هنا بمجتهدي أهل السنة والجماعة بل يدخل فيه مجتهدو غيرهم أيضا كما سيأتي إن شاء الله تعالى في آخر هذا الفصل.
وقد نقل أهل العلم أمورا في العقائد أجمع أهل الحق واتفقوا عليها، لا يحل لأي مسلم أن يخالف فيها البتة، فعلى ذلك ينبغي أن نعرف أن الإجماع أصل ودليل في علم التوحيد، ويلزمنا أن نبين أدلته من الكتاب والسنة وننقل بعض المسائل المجمع عليها التي نقلها العلماء في مصنفاتهم.
أدلة الإجماع ونصوص علماء الأمة المعتد بهم فيه:
1 - قال الله تعالى: * (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا) * النساء: 115.
وقال الإمام القرطبي في تفسيره (5 / 386):
(قال العلماء في قوله تعالى: * (ومن يشاقق الرسول) * دليل على صحة القول الإجماع). ا ه.