صحيح شرح العقيدة الطحاوية - حسن بن علي السقاف - الصفحة ٥٦٧
في سم الخياط... " الحديث (336).
وهذا محمول عند جماعة من الأئمة وأكابر من محققي العلماء على أن هؤلاء هم رؤوس القوم الذين قاتلوا سيدنا عليا ونازعوه الخلافة والأمر، ما عدا السيدة عائشة وسيدنا الزبير وسيدنا طلحة رضوان الله تعالى عليهم أجمعين لأنهم تابوا وأقلعوا واستغفروا ورجعوا فهدوا إلى صراط مستقيم، وقد عين هؤلاء المقصودين بالخروج على سيدنا علي الحديث الآخر الصحيح المتواتر المخرج في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الله، ويدعونه إلى النار " أنظر البخاري (6 / 30) وفي لفظ عند البخاري (1 / 541) أيضا " يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار " وسيدنا عمار رضوان الله تعالى عليه قتل في صفين وهو يقاتل معاوية مع سيدنا علي رضي الله عنه وأرضاه.
قال الحافظ ابن عبد البر " التمهيد " (2 / 291):
" الأحاديث في حوضه صلى الله عليه وسلم متواترة صحيحة ثابتة كثيرة، والإيمان بالحوض عند جماعة علماء المسلمين واجب، والاقرار به عند الجماعة لازم ".
فتبين من هذا وجوب الإيمان بالحوض لتواتر الأحاديث فيه، وعدم المعارض لها في الكتاب والسنة. وقد استشكل بعض الناس في حديث الحوض أمرين:
(الأول): قوله إن الحديث ينص على أن هذا الحوض من شرب منه لا يظمأ أبدا، وهذا يناقض أن أهل الجنة يأكلون ويشربون فيها كما جاء في الكتاب

(336) فإن قال قوم هذا الحديث محمول على ابن أبي سلول وجماعته المنافقين. قلنا: ليس كذلك " إذ لو كان الحديث محمول عليهم لما قال في حديث الحوض " إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ". لأن ابن أبي سلول لم يعش بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بل مات في حياة النبي عليه الصلاة والسلام.
(٥٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 562 563 564 565 566 567 568 569 570 571 572 ... » »»
الفهرست