تميم " (306) فعلى هذا يمكن أن يقال: لو كان الدجال وأمره هذا صحيحا وكونه من أشراط الساعة قد جاء عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقع فيه هذا التخابط والالتباس والتناقض، فالله أعلم بثبوت هذه العلامات المذكورات في الأحاديث والتي لم يأت لها ذكر في القرآن، والظاهر أن أحاديث الفتن وأشراط الساعة وبعض ما يحدث يوم القيامة من أمور وكذلك بعض التفصيلات الواردة في قصة الإسراء والمعراج قد دخلتها الإسرائيليات وقد أشرنا إلى ذلك في موضعه من هذا الشرح حسب ما يناسب المقام من اختصار ونسهب فيه أيضا بإذن الله تعالى في موضع آخر.
حجة الفريق الآخر الذي أنكر علامات الساعة الكبرى التي تحدث قبل قيام الساعة:
وقال آخرون: نحن نثبت أشراطا للساعة لأن موضوع وجود أشراط للساعة أمرا مقطوعا به لقوله تعالى (فقد جاء أشراطها) فهذه الآية تثبت أن للساعة أشراطا ونحن نقول بذلك لكنها مضت وذهبت، وقد صح في الحديث أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال " بعثت أنا والساعة كهاتين ".
فذهبوا إلى نفي هذه الأشراط والعلامات التي تقع إبان حصول الساعة ووقوعها، وقالوا ليس هناك علامات للساعة بعد مبعث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم واحتجوا بقوله تعالى: (يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة) الأعراف:
187، وبقوله تعالى: (حتى إذا جاءتهم الساعة بغتة) الأنعام: 31، وبقوله تعالى: (بل تأتيهم بغتة فتبهتهم فلا يستطيعون ردها ولا هم ينظرون) الأنبياء:
40، وبقوله تعالى: (أو تأتيهم الساعة بغتة) يوسف: 107، وبقوله تعالى: (ولا يزال الذين كفروا في مرية منه حتى تأتيهم الساعة بغتة أو يأتيهم عذاب يوم عقيم) الحج: 55، وبقوله تعالى (هل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة وهم