الدليل الرابع الموهوم: القياس لا يجوز استعمال القياس في العقيدة أي قياس الخالق على المخلوق لأن الله سبحانه وتعالى يقول: * (ليس كمثله شئ وهو السميع البصير) *.
حتى أن سمع الله تعالى مثلا ليس كسمعنا قطعا لأن سمعنا بآلة وهي الأذن ومن خلال أمواج صوتية إلى غير ذلك وسمع الله وبصره سبحانه اتفق في الاسم واللفظ مع سمعنا واختلف في المعنى لأننا لا نستطيع أن ندرك ذات الله تعالى ولا صفاته بوجه من الوجوه فقياس الخالق على المخلوق باطل من جميع الوجوه حتى في صفة الوجود فقد اتفقت في الاسم واختلفت في المعنى لأننا نؤمن أن الله تعالى ليس جسما ولا عرضا (أي صفة) وهو غير مرتبط بزمان أو مكان بوجه من الوجوه كما سيأتي إن شاء الله تعالى موضحا.
فالقياس بالمعنى الذي أوضحناه فيما يتعلق بذات الله تعالى أو صفاته باطل وفاسد فلا يعتبر دليلا من أدلة العقيدة بل استعماله في مثل هذه الأمور محرم بل يؤدي إلى الكفر والعياذ بالله تعالى.
والقياس من الأمور الظنية والاجتهادية ومسائل العقيدة أعني أصولها وخاصة ما يتعلق بذات الله سبحانه لا ظن ولا اجتهاد فيها، لأن المطلوب في العقائد القطع، والاجتهاد لا يفيد القطع وإنما يفيد الظن لاحتمال خطأ المجتهد، ولأن الشرع دل على أن المجتهد أما مصيب له أجران وأما مخطئ له أجر واحد والعقيدة لا مجال للظن والخطأ فيها، فتنبه.
وهذا لا ينافي قول من قال: كما أن ذات الله تعالى لا كيف لها فكذلك صفاته لا كيف لها لأن هذا في الحقيقة ليس قياسا ولا هو تشبيه مخلوق بمخلوق وإنما ورد النص بذلك، في مثل قوله تعالى * (ليس كمثله شئ) * وقوله تعالى * (ولم يكن له كفوا أحد) * وهذا يشمل تنزيه الذات والصفات عند جميع الأمة وكافة العقلاء وهو أمر مجمع عليه عند من يعتد به من العلماء.