قاعدة مهمة الأصل في الإضافات التي يسمونها بالصفات النفي لا الإثبات قال الإمام الطحاوي رحمه الله تعالى:
(ومن لم يتوق النفي والتشبيه زل ولم يصب التنزيه).
الشرح:
الأصل في الصفات المتعلقة بالله تعالى وفيما يجول ويخطر في أذهاننا وعقولنا مما لم يرد في الكتاب والسنة الصحيحة ولم ينعقد عليه الإجماع النفي بناء على قوله تعالى * (ليس كمثله شئ) *.
فقد بين الله سبحانه وتعالى لنا في هذه الآية الكريمة المحكمة أن الأصل هو مخالفته سبحانه لخلقه من جميع الوجوه فلا يصح أن نقيس شيئا عليه مثلما يفعل المجسمة كما رأينا!! فما لم يرد في الكتاب الكريم والسنة الصحيحة لا يجوز إطلاقه على الله تعالى، فمن قال: إن الله تعالى ليس كالشمس ولا كالقمر ولا كالنجوم ولا كالأرض ولا جسما ولا عرضا ولا في جهة ولا له حد ولا مقدار ولا يتحرك ولا يسكن ولا كذا ولا كذا إلى آخر هذه الأوصاف التي لم ترد في الكتاب ولا في السنة الصحيحة لا يكون مخالفا للشرع ولا للحق ولا لعقيدة الإسلام، لأن هذا النفي مبني على نصوص الكتاب والسنة!! وذلك لأن الله تعالى لما قال * (ليس كمثله شئ وهو السميع البصير) * نفى عن نفسه أشياء كثيرة جدا لا يكاد الإنسان يحصيها؟ وأثبت لنفسه شيئين السمع والبصر كما ترى، فما نفاه عن نفسه لا يكاد يعد (عند البشر) وما أثبته لنفسه معدود وقليل بالنسبة لما نفاه، فمن ههنا أخذنا هذه القاعدة، لأن البشر لا يفهمون ولا يدركون خالقهم فاحتاجوا إلى أن ينفوا عنه كل ما يعرفونه من الأشياء الموجودة في العالم مما يرونه ويدركونه، ولا يستطيعون