دحض استدلال من زعم أن خبر الواحد يفيد العلم بقصة إرسال سيدنا مصعب لأهل المدينة قبل الهجرة وقال قوم: إن في إرسال النبي صلى الله عليه وآله وسلم سيدنا مصعب بن عمير إلى المدينة قبل أن يهاجر إليها صلى الله عليه وآله وسلم ليعلم أهلها الدين دليل واضح على قبول خبر الواحد في العقائد وجعله أصلا تبنى عليه!!
ونقول: إن هذا من أعجب العجب!! وهذه مغالطة واضحة!! أولم يتذكر هؤلاء أن أهل المدينة (الأوس والخزرج) قد اجتمعوا به ثلاث مرات وقد عرض النبي صلى الله عليه وآله وسلم في هذه المرات الثلاث عليهم الإسلام، ففي أول مرة اجتمع بستة أو ثمانية منهم (روايتان) ثم عادوا في العام التالي فبايعوه بما يسمى (بيعة العقبة الأولى) وكانوا اثنى عشر رجلا، وقد ذكر الحافظ ابن جرير في (تاريخه) (1 / 558) أسماءهم وهذا يحصل التواتر قطعا وليس في ذلك ما يصح أن يقال فيه أنه خبر آحاد، ومما جاء من النصوص في ذلك:
قال البخاري في صحيحه (7 / 219): [باب وفود الأنصار إلى النبي ص بمكة وبيعة العقبة] ثم روى فيه عن سيدنا عبادة بن الصامت رضي الله عنه أنه قال:
(إني من النقباء الذين بايعوا رسول الله ص وقال: وقد بايعناه على أن لا نشرك بالله شيئا ولا نسرق ولا نزني....).
وقال الحافظ في الشرح هناك (7 / 220):
(قال ابن إسحاق حدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن أشياخ من قومه (قالوا) (77): لما رآهم النبي ص قال: من أنتم؟ قالوا من الخزرج. قال: أفلا