ما هو المطلوب الواجب عند وجود الخلاف في الرأي أو التنازع:
قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا) النساء: 59.
يجب شرعا على من رأى خلافا أن لا يعتزل الأمر وأن لا يبعد عنه، بل يجب عليه أن يعرف قول كل من المختلفين وأن يجتهد في معرفة الحق حتى يقوله ويبدي رأيه فيه ويقوم بالاصلاح إن كان مطلوبا شرعا، فإن كان الحق مع أحد المختلفين وجب أن يناصره ويقف معه، وإذا كان الحق ليس معهما فيجب عليه أن يبين لهما الحق بأي وسيلة يراها ناجحة وصوابا، ثم إن أذعنا للحق فيجب عليه أن يصلح بينهما. والدليل على ذلك قوله تعالى (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما) ولا يتم الصلح إلا بعد فهم القضية الدائرة بينهما ومعرفة الحق فيها، وبعد معرفة المحق من المبطل (فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيئ إلى أمر الله) انظر كيف أمر المسلمين والمؤمنين أن لا يتركوا اقتتال الفئتين الناشئ عن اختلافهم بل أمر سبحانه بمحاربة الفئة الباغية ومناصرة المحقة منهما والوقوف معها وإرغام الباغية على الرجوع للحق وعدم ترك هذا الأمر على الدوام إلى حين رجوع الفرقة المخطئة (فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين) الحجرات: 9، أمر سبحانه بإزالة الشحناء والرضوخ للحق وحمل الجميع على التحاب فيما بينهم وعلى الألفة إذا عادت الفئة الباغية للحق ورضخت له، وفي هذا أكبر بيان ودليل على ما قررناه، والله الموفق.
[فائدة مهمة]: من الناس اليوم - وهم ممن لم يرزقوا الإخلاص فيما يظهر - يجعلون الاختلاف تارة ممدوحا وتارة مذموما على حسب ما تشتهي أنفسهم وتوحيه نزغاتهم وتتم به مقاصدهم!! فتراهم يقولون حال ابتعادهم عن العلم وأهله وحثهم الناس على ذلك وتعصبهم لحزبهم أو لآرائهم: (أنظروا إلى فلان وفلان أو إلى