وكان كل منهما عليهما الصلاة والسلام كان قد خالف الآخر في حكمه فحكم بشئ مخالف للآخر.
وفي صحيح البخاري (2 / 436) عن ابن عمر رضي الله عنهما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لنا لما رجع من الأحزاب " لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة " فأدرك بعضهم العصر في الطريق، فقال بعضهم: لا نصلي حتى نأتيها، وقال بعضهم: بل نصلي لم يرد منا ذلك، فذكر للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فلم يعنف واحدا منهم، وهو صلى الله عليه وسلم ولا يقر على الباطل!!
وروى البخاري (13 / 318) ومسلم (3 / 1342) عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر ".
وفي البخاري (9 / 101) عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: أنه سمع رجلا يقرأ آية سمع النبي صلى الله عليه وسلم قرأ خلافها، فأخذت بيده فانطلقت به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " كلاكما محسن ".
النصوص التي فيها تحريم الاختلاف وذمه:
قال الله تعالى: (وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعدما جاءهم العلم بغيا بينهم) آل عمران: 19. وقال الله تعالى: (ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم) آل عمران: 105. وقال تعالى (إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شئ إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون) الأنعام: 159. وقال تعالى (ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك) هود: 119. وقال تعالى (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) آل عمران: 103.
وروى البخاري (13 / 251) ومسلم (2 / 975) عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " ذروني ما تركتكم فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم