فصل مسائل مهمة تتعلق بالردة قال الإمام الطحاوي رحمه الله تعالى:
(ونسمي أهل قبلتنا مسلمين مؤمنين، وما داموا بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم معترفين، وله بكل ما قاله وأخبر مصدقين، ولا نخوض في الله ولا نماري في دين الله، ولا نكفر أحدا من أهل القبلة بذنب ما لم يستحله).
الشرح:
[المسألة الأولى]: يقول بعض الناس اليوم كيف تقولون بأن فلان الذي فعل كذا أو اعتقد كذا إنه كافر مرتد، مع أن المقرر عند أهل السنة والجماعة أنهم لا يكفرون مؤمنا بذنب؟!!
ونقول مجيبين لهم: هذه مغالطة واضحة!! وذلك لأن علماء أهل السنة قالوا: لا نكفر من اقترف ذنبا كالسرقة أو شرب الخمر أو الزنا أو غير ذلك من الذنوب ما لم يستحله، ولا علاقة لهذا الموضوع بمسألة تكفير من خالف العقيدة الإسلامية الحقة، ولذلك قال الإمام الحافظ النووي رحمه الله تعالى في " شرح صحيح مسلم " (1 / 150):
[واعلم أن مذهب أهل الحق أنه لا يكفر أحد من أهل القبلة بذنب ولا يكفر أهل الأهواء والبدع، وأن من جحد ما يعلم من دين الإسلام ضرورة حكم بردته وكفره إلا أن يكون قريب عهد بالإسلام أو نشأ ببادية بعيدة ونحوه ممن يخفى عليه فيعرف ذلك فإن استمر حكم بكفره. وكذا حكم من استحل الزنا أو الخمر أو القتل أو غير ذلك من المحرمات التي يعلم تحريمها ضرورة، فهذه جمل من المسائل المتعلقة بالإيمان قدمتها في صدر الكتاب تمهيدا لكونها مما يكثر الاحتياج إليه].