الصحابة فمن بعدهم في معنى آية الورود وغيرها علمنا أن قضية الجسر الذي على متن جهنم غير مجمع عليها بين الأمة خلافا لدعوى البعض، وأعجبني قول العلامة السالمي رحمه الله تعالى حيث يقول في مشارق أنوار العقول:
وقوله الصراط فهو الحق لا * جسر كما بعضهم تأولا وأعلم أنه لا بد في مسائل أصول الدين أن يكون الأمر مجمعا عليه بين الأمة جميعها بكافة فرقها المعتد بهم، فلا يكفي في هذا الأمر إجماع فرقة من فرق الأمة فحسب، ولا يكفي إجماع أهل السنة والجماعة!! وذلك لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال في الحديث الصحيح الذي هو مستند الإجماع الصريح: " لا تجتمع أمتي على ضلالة " (328) ولم يقل صلى الله عليه وسلم لا يجتمع أهل السنة والجماعة على ضلالة، فلا بد من النظر في مثل هذا الأمر في قول الزيدية والمعتزلة والإباضية والشيعة وهؤلاء لم يجمعوا مع أهل السنة في القضية على زعم من قال إنها مجمع عليها فصار أن الأمر غير مجمع عليه لا زمن الصحابة والسلف ولا في الأزمان التي بعدهم بدليل وجود الخلاف بين فرق الأمة (329).