ثم قال ابن كثير:
" ثم الذي لا يشك فيه من تدبر القرآن أن نساء النبي صلى الله عليه وسلم داخلات في قوله تعالى (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) فإن سياق الكلام معهن ".
فتأملوا جيدا أيها الناس كيف اعتبر الصحابة والعلماء أنه هل يدخل أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم في أهل البيت وآله صلى الله عليه وسلم وأقربائه أم لا ثم بينوا أن هذه الآية تجعلهم ممن يدخلون في عموم الآية!! ومحاولة دعوى أن آله هم أزواجه فقد دعوى فاشلة قديمة ردها سيدنا زيد بن أرقم وغيره وتبناها بنو أمية وأذيالهم النواصب الذين يريدون أن يصرفوا الناس عن محبة آل البيت والتعلق بهم وموالاتهم فلا تغفلوا عن هذا!!
ثم قد بين الله تعالى في كتابه الكريم أن ذرية الرجل هم آله بالدرجة الأولى ثم بعد ذلك نساؤه، قال تعالى (فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم) آل عمران: 61. فذكر الأبناء قبل النساء على عادة العرب في لغتهم التي نزل بها القرآن الكريم في تقديم الأهم فالأهم والأقرب فالأقرب!!
وقال تعالى (والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شئ " الطور: 21.
وأما في السنة النبوية فقد صحت أحاديث كثيرة جدا منها ما هو صريح في قوله صلى الله عليه وسلم " يا أيها الناس تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا، كتاب الله وعترتي أهل بيتي ".
وهو حديث صحيح وقد تقدم، ولما خرجت السيدة عائشة على سيدنا علي رضوان الله تعالى عليهما كان الحق مع سيدنا علي لا معها باتفاق لأدلة كثيرة جدا ولقوله تعالى (وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى) وقد تابت وندمت ورجعت، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له فرضي الله عنها وأرضاها.