قضية سكرات الموت وبيان أنها ليست عذابا ولا ألما وأنها تصيب بعض الناس دون بعض:
ما هو تعريف السكرة؟! السكرة مشتقة من السكر، قال الراغب:
[السكر حالة تعرض بين المرء وعقله، وأكثر ما يستعمل ذلك في الشراب، وقد يعتري من الغضب والعشق، ولذلك قال الشاعر:
(سكران سكر هوى وسكر مدام) ومنه سكرات الموت].
أقول: فالسكر هو غياب العقل أو ضعفه، وسكرة الموت هو غياب الروح في عالم البرزخ ورجوعها إلى الجسد، وهي مثل النعاس للنائم، ولم يقل أحد بأن السكر ألم، أو أن السكران هو المتألم، بل السكران هو الفاقد للشعور، إذا فهمت ذلك نقول لك:
قال الله تعالى: (وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد) ومعناه: وجاءت لحظة الموت بالحق أي مع بيان هل هو سعيد أو شقي، فإن الملائكة كما تقدم تبشر المؤمنين عند موتهم بالرحمة والعفو ودخول الجنة وأما الكفار والعصاة البغاة فتضرب وجوههم وأدبارهم.
والسكرة هنا هي الغيبوبة وهو المشاهد من بعض الأموات دون بعض، والدليل على ذلك وهو الذي لا مرية فيه أن كثيرا من الناس يموتون وهم نيام أو فجأة أو بانفجار في طائرة أو سيارة أو سفينة أو حادث فيموتون في لحظة ولا تأتيه سكرة الموت التي يتخيلها من بنى هذه القضية على الخرافات الإسرائيلية التي تقدم الكلام على بعضها. وقد عقد البخاري في صحيحه (3 / 254) بابا سماه " باب موت الفجاءة، البغتة ".
[قاعدة مهمة جدا]: والأصل في هذه المسائل والأبواب في حال المؤمنين والكافرين قول الله تعالى (يا أيتها النفس المطمئنة * ارجعي إلى ربك راضية مرضية * فادخلي في عبادي وادخلي جنتي) الفجر: 30 " وقال تعالى: (ولو