وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم:
(أنا أول شفيع في الجنة، لم يصدق نبي من الأنبياء ما صدقت، وإن من الأنبياء نبي ما يصدقه من أمته إلا رجل واحد) رواه مسلم في (الصحيح) (1 / 188).
تعريف النبي والرسول:
قال الإمام البيهقي في (شعب الإيمان) (1 / 150):
(النبوة اسم مشتق من النبأ، وهو الخبر إلا أن المراد به في هذا الموضع خبر خاص وهو الذي يكرم الله عز وجل به أحدا من عباده فيميزه عن غيره بإلقائه إليه، ويوقفه به على شريعته بما فيها من أمر ونهي، ووعظ وإرشاد) ا ه.
فالرسول: هو إنسان أوحي إليه بشرع جديد أو ناسخ لبعض شريعة من سبقه وأمر بتبليغ هذا الشرع.
والنبي: هو إنسان أوحي إليه لا بشرع جديد وإنما بشرع أحد الرسل، وأمر بتبليغه.
وكل منهما ينبغي أن يقال أيضا في تعريفه: هو إنسان ذكر حر خال من منفر طبعا (أي غير مريض بعاهة خلقية أو خلقية تجعل غيره ينفر منه).
فالرسول أعلى رتبة من النبي، وقبل أن يصل إلى مرتبة رسول يمر بمرتبة نبي، فعلى هذا كل رسول نبي، فسيدنا محمدا صلى الله عليه وآله وسلم نبي ورسول، وكذلك سيدنا إبراهيم وسيدنا موسى وسيدنا عيسى وباقي الأنبياء المذكورين بأسمائهم في القرآن منهم النبي ومنهم الرسول النبي.
وذهب بعض الناس إلى أن النبي هو من أوحي إليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه، وبعضهم قال: سواء أمر بتبليغه أم لا، وبعضهم قال: لم يؤمر بالتبليغ ولكن يعلم الناس بأنه نبي ليحترم!! وكل ذلك خطأ محض، لأنه مخالف لقوله تعالى * (وما أرسلنا قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته) * الحج: 52، وقال تعالى: * (كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين