ثم (ولتنذر أم القرى ومن حولها) ثم (وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا) ثم صرف إليه الجن، وبعثه إليهم أيضا. ثم عمم بعثته فقال (تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا) ثم أسرى به وأراه من آياته، ما زاده رفعة وعلوا، ثم لما أمره بالجهاد أمر الملائكة بأن يجاهدوا معه، ويكونوا من جنده. وهكذا كلما مرت على النبي صلى الله عليه وسلم لحظة، زاد في نفسه فضلا، ونال من مولاه موهبة. وكلما نزلت عليه آية أو سورة، ازداد بها علما وقربا. فكان علمه بأفضليته على المخلوقات، متأخرا عن صدور تلك الأحاديث منه وقد قال صلى الله عليه وسلم بعدها " أنا سيد ولد آدم "....، ولما شمس البراق حين أراد النبي صلى الله عليه وسلم ركوبه ليلة الإسراء قال له جبريل: أبمحمد تفعل هذا؟ فوالله ما ركبك أحد أكرم على الله منه، فأرفض البراق عرقا. وجبريل عليه السلام ركب البراق مع الأنبياء، فهذه شهادة منه بأن النبي صلى الله عليه وسلم أفضل منه ومن الأنبياء عليهم السلام].
انتهى كلام " سيدي " عبد الله ابن الصديق أعلى الله تعالى درجته.
معجزات الأنبياء عليهم الصلاة والسلام:
لقد أيد الله تعالى أنبياءه ورسله عليهم الصلاة والسلام بالمعجزات، حيث أظهرها على أيديهم ليصدقهم الناس وليعترفوا بأنهم رسل الله وأنبيائه، وكأن الله سبحانه وتعالى يقول للناس عند إظهار المعجزات على أيدي الرسل والأولياء: لقد صدق عبادي (الأنبياء والرسل) في كل ما يبلغونه عني.
والمعجزة مأخوذة في اللغة من العجز، وهو الضعف وهو بعكس معنى القدرة، لأن الناس يضعفون أمامها عن الإتيان بمثلها.
والمعجزة أمر خارق للعادة مقترن بالتحدي مع دعوى الرسالة والنبوة ولا يمكن معارضتها.
والأمر الخارق للعادة خمسة أنواع:
1 - المعجزة: وهي التي تظهر على أيدي الأنبياء، وقد عرفناها، وبعض العلماء